تشهد ضواحي العاصمة الفرنسية “باريس” وبالضبط قرب قوس النصر في هذه الأثناء مواجهات عنيفة بين متظاهرين من أصحاب “السترات الصفراء” الذين خرجوا لمواصلة احتجاجهم على الرئيس الفرنسي “إيمانويل ماكرون” للأسبوع الرابع على التوالي وهو ما أدى لحالة غليان شديدة واستنفار أمني شديد بأشهر شارع بباريس “الشانزيليزيه”.
هذانو اصطرت الشرطة الفرنسية إلى استعمال الغاز المسيل للدموع في محاولة منها لتفريق المحتجين الذين خرجوا بأعداد لم يسبق لها مثيل وسط باريس وبمحيط قصر “الإليزي” وهو ما حول المنطقة إلى ساحة اقتتال وحرب عنيفة بين آلاف المتظاهرين الذين تزداد حدتهم مع توالي الساعات وفق ما أكده ملتقطون لفيديوهات بالمنطقة.
ورفع المحتجون شعارات غاضبة في وجه الرئيس الفرنسي مطالبين إياه بالرحيل وتقديم استقالته بعدما حملوه مسؤولية تردي الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية بفرنسا وحالة الاحتقان التي تعم البلاد على حد تعبيرهم.
وفي ذات السياق شهدت بعض المناطق انفلاتات أمنية خطيرة حيث أقدم عدد من المتظاهرين على تخريب وتكسير مجموعة من الممتلكات الخاصة بالغير الشيء الذي تعاملت معه الشرطة بحزم واضطرت في الوقت نفسه إلى شن حملات اعتقال واسعة في صفوف متزعمي هذه الأعمال التخريبية.
وفي هذا الجانب أكد رئيس الوزراء، إدوار فيليب، أنه تم اعتقال 481 شخصا في باريس في وقت نفذت فيه الشرطة عمليات تفتيش استهدفت الأشخاص الواصلين إلى محطات القطارات وفي المواقع التي تركزت فيها الاحتجاجات، على غرار الشانزيليزيه ونصب الباستيل.
وبين المعتقلين عشرات تم توقيفهم بعدما عثرت السلطات بحوزتهم على أقنعة ومطارق ومقاليع وحجارة يمكن استخدامها لمهاجمة الشرطة، وفق تصريح رئيس الوزراء لوسائل إعلام أجنبية.
وتسببت هذه المواجهات والاحتجاجات في إغلاق مجموعة من المقاهي والمطاعم والمرافق الهامة بباريس في سابقة من نوعها لم تشهدها باريس منذ عقود كما تم تأجيل عدة ملتقيات وحفلات خاصة بالعاصمة الفرنسية علاوة على تأخير مباريات لكرة القدم بفعل شدة التوتر الذي يجتاح البلاد.