أعرب الدكتور محمد بيزران، طبيب جراح بأكادير، عن تفاجئه بالعدد الكبير لحالات السكري التي تم الكشف عنها خلال قافلة تضامنية نظمت بمنطقة فاغن بالمنيزلة التابعة لقيادة أحمر لكلاشة بإقليم تارودانت، وذلك يوم الأحد 9 يناير 2022.
وربط الدكتور بيزران، حالات السكري المذكورة بالنظام الغذائي لساكنة المنطقة، في حين ربط أمراضا أخرى تم الكشف عنها مثل الضغط الدموي وأمراض العيون والروماتيزم والمسالك البولية والغدة الدرقية بالنقص في مادة اليود والأملاح المعززة باليود.
وأكد الدكتور أنه كشف عن حالة مستعجلة تم نقلها إلى مستشفى تارودانت، حيث يتعلق الأمر بطفل يبلغ من العمر 14 سنة، ويعاني حالة تعفن تقتضي تدخلا جراحيا مستعجلا.
وأشار ذات الدكتور إلى أن الحملة الطبية التي شارك فيها إلى جانب أطباء آخرين وممرضين تضمنت خدمات التوعية الأسرية والكشف الأولي عن سرطان الثدي وعنق الرحم.
ومن جانبه أكد الدكتور عبد الكريم كركاش، طبيب مشارك في الحملة الطبية، أن الأخيرة سمحت بالكشف عن العديد من الحالات التي تحتاج تتبع العلاج من خلال إجراء تحليلات طبية أو فحوصات بالأشعة لتتم إحالتها إلى المستشفى الإقليمي لتارودانت، وحالات أخرى تمت إحالتها على المستشفى الجهوي الحسن الثاني بأكادير، معبرا عن تشجيعه لهذه المبادرات واستعداده للمشاركة فيها.
وكان نادي “معا للخير” وجمعية “أمود الخير” للتنمية الاجتماعية بأغروض المحيط، قد نظما القافلة الطبية المذكورة، والتي استفاد منها حوالي 200 شخص، حيث شملت الفحوصات الطبية وتوزيع الأدوية على المستفيدين من الحملة، كما تم توزيع كمية كبيرة من المواد الغذائية لكافة الساكنة وأغطية وألبسة وأحذية للأطفال.
وتتوخى هذه المبادرة الإنسانية، حسب المنظمين، المساهمة في تقريب الخدمات الصحية لساكنة المناطق الجبلية وتيسير ولوجهم للخدمات الصحية والاجتماعية عموما وتخفيف قساوة ظروف عيش الساكنة.
ﻭﻓﻲ تصريح صحفي، أكدت مريم أكشار، رئيسة نادي “معا للخير” على “الدور الكبير الذي تلعبه هذه المبادرات الإنسانية في التخفيف من معاناة الساكنة بعدة مناطق جبلية وعرة الولوج، والتي تعيش ساكنتها ظروفا اقتصادية واجتماعية مزرية”.
ودعت ذات المتحدثة مختلف مصالح الدولة “للاهتمام بسكان هذه المنطقة بتنسيق مع المجتمع المدني الذي لايدخر جهدا في القيام بواجبه من خلال دعم الفئات الهشة والمحرومة”، معربة عن إعجابها ببساطة السكان وحفاوة استقبالهم وتثمينهم لهذه القافلة التي ساهمت في التخفيف من إحساسهم بالغبن واللامبالاة تجاه مشاكلهم.
ومن جهتها، أكدت سهام ألحيان، نائبة رئيسة جمعية “أمود الخير للتنمية الاجتماعية” ونائبة “نادي معا للخير”، على “الأهمية القصوى التي تكتسيها هذه القافلة التضامنية بشقها الاجتماعي والصحي والتنشيطي في منطقة نائية من المغرب العميق تفتقر إلى أدنى شروط العيش الكريم”.
وأضافت ذات المتحدثة أن “هذه القافلة أتاحت لساكنة دواويرفاغن، زاغن وأرازن فرصة الاستفادة من فحوصات طبية وأدوية، فضلا عن مواد غذائية وأغطية هم في أمس الحاجة إليها في هذه المنطقة الجبلية التي تعرف بردا قارسا وظروف عيش قاسية وتعاني الفقر والتهميش، كما كانت فرصة لتنشيط فقرات لفائدة أطفال المنطقة المحرومين من حقهم في اللعب والتنشيط”.
هذا، ودعت سهام ألحيان الجهات المعنية إلى “الالتفات لهذه المنطقة وإيلائها العناية اللازمة من خلال العمل على توفير شروط العيش الكريم وضمان استفادة الساكنة من حقها في الصحة والتعليم والماء الصالح للشرب وغيرها من الحاجيات التي تؤمن لها الكرامة”.