شهدت مدينة أكادير، صباح اليوم الأحد 3 غشت 2025، أجواء مناخية غير معتادة تمثلت في موجة ضباب كثيف اجتاحت مختلف أحياء المدينة، لا سيما المناطق الساحلية، مما تسبب في انعدام شبه كلي للرؤية وأربك حركة السير والجولان. وقد أدى هذا الوضع إلى وقوع عدد من الحوادث المرورية، أبرزها حادثة مأساوية في حي بواركان، حيث اصطدم شاب في مقتبل العمر كان يقود دراجة نارية بسور مؤسسة تعليمية، ليلقى حتفه متأثراً بجروحه قبل وصوله إلى مستشفى الحسن الثاني الجهوي.
كما أفادت مصادر محلية بوقوع حادثة أخرى لحافلة نقل عمومي قرب الشريط الساحلي، دون تسجيل خسائر بشرية جسيمة، لكنها تسببت في شل حركة السير لعدة ساعات. عدد من مستعملي الطريق عبّروا عن صعوبة التنقل وسط هذا الضباب الكثيف، مناشدين السلطات المحلية باتخاذ تدابير احترازية مسبقة، من بينها نشر إشارات تحذيرية وتفعيل تنبيهات الطقس في مثل هذه الظروف.
ويرجع خبراء الأرصاد الجوية هذه الظاهرة إلى ما يعرف محلياً بـ”الضباب الساحلي الصيفي”، والذي يتشكل نتيجة التقاء التيارات الهوائية الدافئة القادمة من الجنوب الشرقي مع الهواء البارد فوق مياه المحيط الأطلسي، ما يؤدي إلى تكاثف الرطوبة بشكل كبير، خاصة خلال الساعات الأولى من النهار. وتُعد هذه الظاهرة المناخية طبيعية خلال شهر غشت، لكنها قد تتسبب في مخاطر ملموسة إذا لم تُرافق بإجراءات وقائية من مستعملي الطريق والجهات المسؤولة.
ودعت السلطات المعنية السائقين وسكان المدينة إلى توخي الحيطة والحذر، وتفادي السرعة المفرطة، والاعتماد على الأضواء المنخفضة أثناء القيادة، بالإضافة إلى احترام المسافات الآمنة بين المركبات وتتبع مستجدات الحالة الجوية. وتبقى مثل هذه الظروف المناخية تذكيراً بأهمية التكيف مع الطبيعة وتجنب التهور خلال السياقة، تفادياً لتكرار مآسٍ يمكن تجنبها بالحذر والوعي.