تناولت افتتاحيات الصحف المغربية الصادرة يوم الخميس 29 ماي 2025 أبرز الإشكالات الاقتصادية والحضرية التي تعيشها العاصمة الاقتصادية للمملكة، وفي مقدمتها تنامي نشاط الوحدات الإنتاجية غير المنظمة، والتحديات المرتبطة بورش التجديد الحضري في مدينة الدار البيضاء.
وكتبت يومية لوبينيون أن رقم المعاملات السنوي للوحدات الإنتاجية غير المنظمة بلغ 526.9 مليار درهم، مسجلا ارتفاعًا بنسبة 28.7% خلال الفترة ما بين 2014 و2023. وأوضحت أن هذا القطاع يشمل حوالي 2.53 مليون وحدة، غالبيتها العظمى مكونة من شخص واحد، كما وفر 157 ألف منصب شغل إضافي مقارنة بسنة 2014، وفق معطيات البحث الوطني للمندوبية السامية للتخطيط حول هذه الوحدات برسم 2023-2024.
ورأى كاتب الافتتاحية أن عددا كبيرا من العاملين في هذا القطاع لا يجدون جدوى من هيكلة أنشطتهم، بفعل تعقيد الإجراءات التنظيمية والضريبية، وهو ما يعمق إشكالية القطاع غير المهيكل الذي يمثل قرابة 30% من الناتج الداخلي الخام، بحسب بنك المغرب.
ولتجاوز هذا الوضع، شددت الصحيفة على ضرورة اعتماد إجراءات تحفيزية حقيقية لتشجيع وحدات القطاع غير المهيكل على الانتقال التدريجي نحو الاقتصاد المنظم. وفي هذا السياق، تم التنويه بالتجربة الجزئية لنظام “المقاول الذاتي”، رغم محدودية سقف رقم المعاملات المحدد في 80 ألف درهم، مما يجعله غير ملائم لشريحة واسعة من المهنيين.
ودعت الصحيفة إلى تبسيط هذا النظام من خلال رفع السقف المالي المسموح به، والسماح بتشغيل عدد محدود من الأشخاص، بل وحتى تصور صيغة قانونية جديدة بين وضعية المقاول الذاتي والشركة، تكون مرنة وملائمة لواقع هذه الوحدات.
من جانبها، أفادت يومية ليكونوميست أن مدينة الدار البيضاء دخلت مرحلة جديدة من التحول الحضري، تروم إعادة تأهيل بنياتها الأساسية، وتطوير مناطق صناعية وخدماتية، إلى جانب توسيع المساحات الخضراء وتعزيز العدالة الاجتماعية.
وأبرزت الصحيفة أن مشاريع التأهيل تشمل إعادة الاعتبار للأحياء، والحد من التلوث، ومعالجة الفوارق الاجتماعية، في أفق جعل المدينة نموذجًا للمدن الذكية المتكاملة، خاصة في ظل الحوافز التي تفرضها الاستعدادات لتنظيم كأس الأمم الإفريقية وكأس العالم 2030.
وأكد كاتب الافتتاحية أن ساكنة الدار البيضاء تتحمل أعباء هذا التحول طمعًا في أن ترى مدينتها تتحول إلى حاضرة ذكية حقيقية، تعتمد معايير حديثة، وليس فقط مجرد شعارات تسويقية.
التعاليق (0)