“سْلِيمان “الإسباني يفوز بالجائزة الكبرى لمهرجان اسني وورغ بأكادير

IMG 7573 scaled أخبار وطنية

لجنة التحكيم اعترفت بضعف مستوى المخرجين وغياب منافس قوي للفيلم الاسباني “سليمان”

أكادير :سعيد مكراز
أُسدل الستار ليلة   السبت الماضي على فعاليات المهرجان الدولي  إسني ن وورغ للفيلم الامازيغي ، بفوز فيلم “سليمان”  لمخرجه الاسباني ابن منطقة تينيريفي “خوصي آلايون” بالجائزة الكبرى للدورة العاشرة ، وتدور أحداث قصة الفيلم ، حول شاب يدعى  سليمان يعيش رفقة مجموعة من المراهقين في الغربة ، وواجهتهم صعوبات وتحديات كبيرة في اسبانيا بلد الأحلام التي تحولت الى كابوس للحصول على لقمة العيش ، وتسلم الجائزة بالنيابة عن المخرج الذي طار قبل يومين الى مدريد لالتزامات مهنية الدكتور احمد صابر عميد كلية الاداب والعلوم الانسانية باكادير .
img_7570
وحول اختيار “سليمان ” فائزا بدرع الدورة العاشرة ، صرح  رئيس لجنة التحكيم الاستاذ والباحث في تاريخ الانتروبولوجيا مصطفى القادري  لأكادير 24 بأن  الطريقة التي تناول بها المخرج مشكل الهجرة ، وطريقة الاخراج ، والشخصيات التي قدمها جعلتنا في لجنة التحكيم نحترم الفيلم ،ووجدنا فيه عددا من المقومات التي أهلته ليفوز بالجائزة الكبرى ، فهو عمل يجبر المشاهد على تتبع كل تحركات الشخصيات التي تحضر في بلاطو التصوير وخاصة الشاب المغربي ، ويجعل من الناقد صراحة يحترم شخصيات هذا الفيلم ، كما أن غياب منافس قوي رفع من حظه للفوز بالجائزة ، وهنا أوجه دعوة لكل المخرجين بضرورة الاقلاع عن انتاج الرداءة ، فالسينما الامازيغية اليوم وصل عمرها أزيد من 20 سنة ، وعليها أن تبدع في صنع سيناريوهات وقصص قوية وعميقة ، ولايجب أن ينساق مخرجونا وراء رغبة الجمهور ، فهذا فخ ومنزلق سيؤدي  الى انتاج أفلام نمطية لن تصل إلى العالمية ، فالمخرج يجب أن يضع لمسته في عمله ، وخير دليل على أن السينما اليوم لاتتربط باللغة والامكانيات الضخمة ما يأتينا من إبداعات سينمائية بكل من إيران و اليابان “
img_7566
وفي صنف الجائزة الوطنية للثقاة الامازيغية والتي عرفت مشاركة 11 فيلما ، منحت لجنة التحكيم والتي يرأسها الاستاذ ادريس أزضوض الجائزة مناصفة بين فيلم “أسيكل” لمخرجه عبد العزيز أوالسايح و فيلم “القيثارة الحرة ” لمخرجه احمد بايدو والذي يرصد فترات من حياة الراحل عموري مبارك الذي لم يفارق قيثارته إلا لحظة وفاته  .
من جهتها منحت لجنة تحكيم الأفلام الوثائقية التي ترأسها “ميلين سولوي” الفرنسية المولودة بمدينة مراكش والمعروفة باعدادها لبرامج تلفزية ، تنويها  للمخرجة  التونسية الشابة جيهان عياري عن فيلمها القصير “طاماطيو ” والذي لم يكن يتعدى زمنه  6 دقائق، وعن هذا الاختيار تقول رئيسة اللجنة في تصريح لأكادير 24 ” الفيلم غني بصوره التي تحمل دلالات كبيرة ، وتؤرخ للأمازيغ الذين يعيشون تهميشا في المجتمع التونسي  ” ، ويحكي الفيلم الوثائقي قصة أسر أمازيغية تقطن بالجنوب التونسي اضطرت سنة 1986 مغادرة مساكنها التي تحمل ارثا تاريخيا وتنتقل للعيش في مساكن عصرية ، وتبدأ منازلها الأصلية في الاندثار .
img_7573
وفي صنف الفيلم الطويل والقصير منحت  لجنة التحكيم التي يرأسها مصطفى قادري جائزة هذا الصنف لفيلم “وجهين لحياة واحدة”  لمخرجه محمد بوزاكو ، وفيلم “في منزلنا” لمخرجه عمار عمراني .
وعن أحسن دور نسائي في هذا الصنف فقد قررت لجنة التحكيم منحها مناصفة بين كل من “بيرا باردومو” عن دورها في فيلم هذا هو الامل ،  و المملثلة لويزة نيهار عن فيلم “ماح ” لمخرجه ارماندو رافيلو .وأحسن دور رجالي فقد حصل عليه الممثل بن عيسى ميثيري عن دوره في فيلم وجهان لحياة واحدة ، وجائزة أحسن سيناريو منحت لفيلم “سليمان”.
وفي فقرة التكريمات وبعد تكريم الممثل  الامازيغي احمد بادوج الذي شارك في العديد من الانتاجات السينمائية الامازيغية ، حضي ابن المدينة الرسام عبد الله أوريك بتكريم خاص من طرف إدارة المهرجان ، وسلم له القنصل العام الفرنسي بمدينة اكادير هدية تذكارية بالمناسبة ، وقال  في كلمة مؤثرة “قضيت طفولتي ببلجيكا بعد زلزال 1960 ، وهناك ترعرعت وقضيت سنوات شبابي ، ودرست وتزوجت من تلك الأسرة التي تبنتني ، ورغم ذلك فأنا أحيى بجسد بلجيكي وبقلب أمازيغي مغربي ، وتكريمي من طرف ابناء مدينتي له وقع وطعم خاص “
وفي لفتة إنسانية تجسد الشعار الذي رفعه مهرجان اسني ن وورغ ، والداعي الى نبذ التطرف والفكر الارهابي ، وقفت القاعة تحية إجلال  لروح معطوب الوناس  شهيد الحركة الامازيغية الذي لقي حتفه سنة 1998 بتيزي وزو الجزائرية ،  في حادث إرهابي تبنته حينها إحدى  الحركات الاسلامية ، وتسلم المشاركون الجزائريون في الدورة درع الدورة وجائزة رمزية ستسلم لنادية زوجة الراحل
img_7561
وباختتام فعاليات الدورة العاشرة لمهرجان اسني ن وورغ تكون أكادير قد ودعت حدثا بدأ يصنع لنفسه قاعدة جماهيرية عريضة ، وبالرغم من افتقار المدينة للبنيات الثقافية وخاصة قاعة لعرض الأفلام تستجيب للتقنيات الحديثة في التصوير  ، إلا أن مثل هذه المناسبات تبقى الكفيلة بتذكير المسؤولين بضرورة بناء قاعة للعرض في مدينة تحتضن سنويا أزيد من أربعة مهرجانات  خاصة بالسينما (مهرجان سينما الهجرة ، ومهرجان سوس للفيلم القصير ومهرجان اسني ن وورغ …)

التعاليق (0)

التعاليق مغلقة.