أكادير 24
سيحول المغرب لدولة ثرية.. جبل يحتوي على مخزون من “الكوبالت” يكفي لتصنيع ملايين السيارات الكهربائية
تمكّنت بعثة جيولوجية إسبانية بريطانية خلال قيامها بأعمال مسح جيولوجي لأعماق السواحل الجنوبية للمغرب، سنة 2017، من اكتشاف جبل بركاني، على عمق ألف متر تحت سطح البحر قبالة الشواطئ المغربية.
وأوضحت البعثة أن الجبل البركاني كان نشطاً قبل أزيد من 119 مليون عام، وهو يوجد في موقع السرطان على بعد أقل من مئة كيلومتر عن سواحل المغرب الجنوبية في المحيط الأطلسي، كما يعتقد أنه ينتمي إلى سلسلة جبال بركانية كانت تضمّها جزيرة غطتها المياه في الأزمنة الجيولوجية السابقة.
ووفقا لدراسة أجراها معهد علوم المحيطات والمعهد الهيدروغرافي للبحرية الإسبانيَّة، فإن هذا الجبل يسمى “تروبيك” ويحتوي على معادن نفيسة مثل الكوبالت والتيروليوم، التي تستعمل في صناعات إلكترونية معقدة وفي صناعة الألواح الشمسية.
وحسب الدراسة نفسها، فإن مخزون جبل تروبيك من التيروليوم يقدر بنحو 10% من الاحتياطي العالمي، في حين أن مخزون الكوبالت وحده يكفي لصناعة 270 مليون سيارة كهربائية، أي ما يشكّل 54 ضعفاً من مجموع ما يتوافر لدول العالم مجتمعة من هذه السيارات في يومنا الحالي.
وكان المغرب قد أصدر ترسيما دخل حيز التنفيذ بتاريخ 30 مارس 2020، كما أنشأ منطقة اقتصادية خالصة بعرض الشواطئ المغربية بناء على القانون رقم 38.17، إضافة إلى تحديد الجرف القاري للمملكة المغربية الذي يضم قعر البحار وباطن أرضها الممتد إلى ما بعد البحر الإقليمي على كامل مساحة الامتداد الطبيعي لإقليمها إلى مسافة 200 ميل بحري من الخطوط الأساس التي يقاس منها عرض البحر الإقليمي.
وإلى جانب ذلك، صادق البرلمان المغربي في 22 يناير 2020 على قانونين يوسّعان نفوذ المملكة القانوني ليشمل المجال البحري في الصحراء، الأمر الذي مكن من بسط المغرب ولايته القانونية على 12 ميلاً بحرياً (22 كلم) من المياه الإقليمية و200 ميل بحرى (370 كلم) من المنطقة الاقتصادية على طول ساحل مجاور للصحراء، كما مكّن من تمديد الجرف القاري بـ350 ميلاً بحرياً (648 كلم).
وتبعا لذلك، باتت الحدود المائية المغربية قريبة من الحدود البحرية لجزر الكناري المستعمرة من قبل إسبانيا، وأقرب إلى جبل تروبيك الواقع في المنطقة المائية المغربية، والذي يضمّ معادن نفيسة أخرى غير الكوبالت مثل الباريوم والفاناديوم والنيكل والرصاص.
ويفسر هذا الوضع موقف إسبانيا الرافض لاعتراف ترامب بمغربية الصحراء، وإلى جانبها ألمانيا القلقة على مستقبل مصانع المرسيديس، ما جعلهما تشنان هجوماً في مجلس الأمن ضد قرار ترامب، بل ذهب الأمر بمدريد حد الاستغاثة بجو بايدن كي يسحب قرار الاعتراف الأمريكي بمغربية الصحراء.
وتجدر الإشارة إلى أن المغرب كان قد اقتنى سفينة علمية من اليابان تشكّل مختبراً عائماً مجهَّزاً بأحدث الوسائل التكنولوجية، وبتقنيات قياس المحيطات وسبر أعماقها، ويُتوقع أن تباشر السفينة المسماة “الحسين المراكشي” مهامها في الأسابيع المقبلة.
وبالإضافة إلى ذلك، عزّز المغرب تعاونه العسكري الاستراتيجي مع الولايات المتحدة، حيث نظّم البَلَدان في مارس2021 مناورات عسكرية مشتركة غير مسبوقة في السواحل الجنوبية للمغرب بمشاركة البحرية الأمريكية وسلاح الجو والبحرية المغربية، وركزت تلك المناورات في جانب منها على مراقبة الغواصات التي تعبر المنطقة بالقرب من جبل طارق.
وعزز المغرب في الآونة الأخيرة علاقاته مع بلدان عدة، اقتنعت بمغربية الصحراء وقررت فتح تمثيليات دبلوماسية لها على أراضي المملكة الجنوبية، في خطوة غير مسبوقة جعلت المغرب يحرز تقدما كبيرا على المستوى العربي والقاري.