رهانات اعتماد نظام تدبير الجودة بكلية الاداب باكادير
لقد بات إصلاح منظومة التعليم الجامعي من القضايا الرئيسية التي تؤرق بال المسؤولين المغاربة عموما و المسؤولين الجامعيين على وجه الخصوص، إيمانا منهم بأن الجامعة تعتبر الدعامة الأساسية لكل نهضة اقتصادية و اجتماعية و تنمية مجتمعية مستدامة. وقد ترجم هذا في تبني العديد من المقاربات و تجريب الكثير من وصفات الإصلاح، قصد الوصول بالجامعة المغربية إلى أعلى المستويات وانعكاس ذلك على جودة التكوين والتأهيل للموارد البشرية لتمكينها من الاندماج في محيط عملي علمي يتميز بالتنافسية في جميع المجالات و مواكبة التطورات و التحولات التي يشهدها العصر مع تنامي اقتصاديات المعرفة و التحديات الجديدة التي يشهدها العالم.
غير أن إصلاح الجامعة يحتاج إلى مقاربة شمولية تلم كل الجوانب والمجالات، مقاربة اقل ما يقال عنها انها يجب ان تتجاوز المقاربات التجزيئية و الحلول الترقيعية و تتعدى البعد الكمي. فالإصلاح يجب أن يكون شموليا و مبنيا على النوعية و الجودة في مختلف مكونات المنظومة الجامعية. لهذا اختارت كلية الاداب و العلوم الإنسانية بأكادير تحت اشراف كامل من السيد أحمد بلقاضي عميد الكلية، مؤخرا اعتماد نظام تدبير الجودة كتوجه جديد لاعطاء العملية التعليمية بالكلية بعدا جديدا،
و في نفس الاطار، شهدت الكلية في الأيام القليلة الماضية عملية تقييم من لدن لخبراء من الوكالة الوطنية للتقييم و ضمان جودة التعليم العالي و البحث العلمي، لأجل ترسيخ و مأسسة نظام تدبير الجودة بالكلية الذي ساهم بنجاعته و فعاليته في تحقيق النتائج المرجوة في عدة جامعات عالمية اعتمدته كاداة لتطوير آداء التعليم الجامعي من جهة و كأداة لمراقبة العمل الجامعي من جهة ثانية.
يمكن اعتبار مشروع نظام تدبير الجودة من المشاريع الرئيسية التي جاء بها و دافع عنها السيد العميد منذ سنة 2018، ايمانا منه بالعلاقة الرابطة بين الجودة و تحقيق الحكامة الجيدة تجسيدا للخطب الملكية في هذا المجال.
تعتبر كلية الاداب و العلوم الإنسانية التابعة لجامعة ابن زهر سباقة في نهج نطام تدبير الجودة، فالكلية تتوخى من اعتماد هذا النظام تحقيق عدة نتائج إيجابية و محو تلك الصورة النمطية التي يحملها البعض حول التعليم الجامعي بالمغرب، فهذا النظام ينبني أساسا على كونه نظاما يرتكز على العديد من القيم و يعتمد على توظيف البيانات و المعلومات الخاصة بالطلبة و العاملين و السادة الاساتذة قصد استثمار مؤهلاتهم و قدراتهم الفكرية في مختلف مستويات التنظيم على نحو إبداعي-مهارتي قصد تحقيق التحسن المستمر للكلية.
في الاخير يمكن القول أن كلية الاداب و العلوم الإنسانية بآكادير قد كسبت الرهان لاعتمادها على فلسفة و مقاربة اجود في تدبير نظامها التعليمي عبر اعتماد نطام تدبير الجودة و الذي يمثل فلسفة تنبني بالأساس على مجموعة من القيم و المبادئ التي توظف المقاربة النسقية و الأدوات الإحصائية بهدف التحسين المستمر لقدرة المنظومة على الاستجابة لحاجات الطلبة منها الحالية و المستقبلية.
الحسن محتي/ طالب بسلك الماستر
ماستر مهن و تطبيقات الاعلام