تلقيت كما باقي أفرا د الشعب المغربي الأبي بدهشة كبيرة واستنكار قوي مقالات جريدة لوموند الفرنسية والتي خصصتها للمغرب وذلك بعناوين تمس بهيبة ملك المغاربة جلالة الملك محمد السادس حفظه الله وولي عهده الأمير الجليل مولاي الحسن .
لقد تحولت جريدة زنقة الإيطاليين من صحيفة يومية شامخة أيام تأسيسها من طرف الكبير بوف ميري Beuve-Méryفي الاربعينات ,إلى بوق يصم الآذان بصخب مقيت.
لقد كانت يومية “لو موند ممن ساندوا استقلال المغرب ،وكان لها سبق وشرف مرافقة جلالة المغفور له محمد الخامس في زيارته التاريخية لفرنسا تكريما للجنود المغاربة الذين شاركوا في تحرير فرنسا.
كما كانت الصحيفة مرجعا أكاديميا عالميا و مصدرا للبحث بما تجسده من حياد ودقة في مقالاتها .
لتتحول بعد ذلك في سبعينيات القرن الماضي إلى آلة مدفوعة للطعن في المغرب ومحاولة النيل من سمعته بمقالات مليئة بالحقد والأخبار الزائفة وعناوين تجاوزت الجرأة لتصل إلى الوقاحة.
وآخر فصول هاته الوقاحة ما عنونت به أعدادها الصيفية ،وهو ما تلقاه المغاربة قاطبة بدهشة عميقة وخيبة أمل كبيرة نظرا لما تمثله تلك المقالات من تجرؤ على مقدسات الوطن بل وأغلاها في شخص ملك البلاد وولي عهده.
وأظن أن الغالبية الكبرى لم تطلع حتى على فحوى تلك المقالات التي اعتبرتها الصحيفة عناوين براقة متمنية استمالةالقراء لكن السحرانقلب على الساحر .
فالمغاربة لا يحتاجون لمن يلقنهم دروسا أو يطلعهم على أحوال بلدهم وصحة ملكهم ، فهناك مؤسسات وأجهزة تتواصل باستمرار بل وتطلع مكونات الشعب المغربي بكل صغيرة وكبيرة.
لقد حاولت الصحيفة إعطاء انطباع بوجود فراغ في ممارسة السلطة في المغرب ،غير أن واقع الحال والثابت يؤكد عكس ذلك ،إذا أن جلالة الملك يظل القائد الفعلي للأمة ويمارس مهامه الدستورية حتى أثناء تنقله وعطله، بل ويضطر لقطع عطله إذا استجد طارئ ،فنجده يعقد اجتماعا طارئا في جائحة كوفيد وآخر جراء زلزال الحوز وثارة لمعالجة مشكل ندرة المياه وحسن تدبيرها ،وآخر جراء تراجع رؤوس الماشية و ضعف القطيع الوطني و و و و … وهذا كله في تلاحم متين مع شعبه الوفي الذي يبادله نفس مشاعر المحبةو التلاحم.
وفيما يخص الوضع الصحي لجلالته حفظه الله ،فقد دأب الديوان الملكي على التعامل معه بكل شفافية مطلعا الرأي العام عبر بلاغ رسمي على حقيقة الأمر ومستجداته ، كما أن جلالته قام بجولات تدشينات وترأس مناسبات رسمية ظهر فيها بشكل عفوي في مختلف الظروف حتى وهو على سرير المستشفى بعد عملية جراحية وهو محاط بأسرته .
هل هناك وضوح أكثر من هذا؟
وحتى لا ننسى ، فالتاريخ مليء بأمثلة قادة حكموا وهم مرضى دون تشكيك في قدراتهم القيادية أمثال فرانسوا ميتران والذي آزرته “لوموند” أنذاك للإستمرار في السلطة ؟؟وروزفلت وتشرشل وغيرهم كثر.
فالمرض لم يكن يوما عائقا أمام من يؤمن بجسامة مسؤوليته القيادية لا سيما إن كان معه شعب وفي يسا نده ويدعو له.
لقد نسيت صحيفة “لوموند”الخدمات التي أسداها المغرب لفرنسا في ما يخص التعاون القضائي والاستخباراتي وهو ما جنبها غير ما مرة أعمالا ارهابية كانت ستودي بحياة المئات ،ونسيت كذلك وساطة الملك محمد السادس نصره الله لإطلاق سراح أربعة مختطفين في واغادوغو من دجنبر2023 حتى دجنبر 2024 وغيرها من الوساطات التي قادها الملك بكل عفوية وإنسانية.
إن العين التي ترى بها “لوموند”المغرب عين لا شك مريضة ،فالمغرب ومنذ استقلاله قام ببناء نفسه وفتح أوراشا كبرى وشهد نموامطردا تضاعف في عهدالملك محمد السادس حفظه الله، ففي عهده عرف المغرب ازدهارا كبيرا ونمو اقتصاديا استثنائيا وفتحت أوراش اجتماعية كبيرة شهد بها الجميع مما جعل المغرب يطلع بدور ريادي في المنطقة وفي القارة الإفريقية ويحظى باحترام كبرى الدول في العالم.
أظن أن صحيفة “لوموند”ابتعدت كليا عن منهجية العمل الصحفي الجدي والرصين واخلفت الموعد الذي يفصلنا عن الذكرى السبعين لاتفاقية سان كلو في السادس من نونبر والتي ستكون موضوع مراجعة لاسيما بعد توجيه دعوة رسمية من الرئيس الفرنسي ايمانويل مكرون إلى صاحب الجلاله الملك محمد السادس نصره الله للقيام بزيارة رسمية لفرنسا هذا العام .
هذا هو الموضوع الذي كان عليها التطرق إليه بحرفية ومهنية ترجعها إلى بريق عهدها السالف.
إن جميع مكونات الشعب المغربي وجميع هيئاته النقابيّة والسياسية والجمعوية تؤكد ل”لوموند” وللعالم أننا ملتفون حول قائدنا المفدى جلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده متشبثين بأهداب العرش العلوي المجيد وأوفياء لعقد البيعة ومدافعين عن سمعة بلدنا و حوزة أراضيه من طنجة إلى الكويرة شعارنا الخالد الله الوطن الملك .
الدكتور رشيد أمولود
رئيس النقابة الجهوية لأطباء القطاع الحر لأكادير والجهة
رئيس جمعية أطباء النساء والتوليد بالجنوب
وحرر بأكادير 29 غشت 2025
الموافق 7 ربيع الأول 1447
التعاليق (0)