نشرت صحيفة التايمز البريطانية تقريرا كشفت فيه كيف يعيش الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي ووزراء حكومته ومستشاريه خلال الحرب، بعد عام كامل من بدايتها.
وأفادت الصحيفة التي انتقل طاقمها إلى بنكوفا، مقر الحكومة الأوكرانية، أن “الشيء المدهش في هذه الزيارة هو مدى الظلام الذي يعيش فيه الرئيس وباقي مسؤولي حكومته، إذ يتم إغلاق كل ستارة وإطفاء كل الأنوار لتقليل خطر استهداف المبنى بالهجمات الجوية أو القناصة”.
وأكد الرئيس الأوكراني لطاقم الصحيفة أن “الظلام سمة دائمة في مقر الحكومة، وليس مرتبطا بالهجمات المكثفة التي شهدتها كييف خلال الأيام الماضية، عقب زيارته إلى بريطانيا وأوروبا، والتي ضمنت تعهدات جديدة بالأسلحة والمعدات لأوكرانيا ومزيد من العقوبات على روسيا”.
وأضافت الصحيفة أن “كل النوافذ والأبواب داخل مقر الحكومة كانت محجوبة بأكياس الرمل”، مشيرة إلى أن طاقمها “لم يكن يبصر طريقه خلال تواجده داخل بنكوفا، حيث تتم الاستعانة فقط بمصباح موجود على هاتف أحد الحراس أثناء صعود السلالم، ثم ينطفئ بعدها”.
ويتوفر مقر الحكومة، حسب الصحيفة، على مخبأ تحت الأرض لا يتم استخدامه بالرغم من القصف المتواصل، حيث تم اللجوء إليه مرة واحدة فقط بعد ورود معلومات استخباراتية خلال الصيف تفيد بأن الروس كانوا يخططون لشن هجوم على مقر الحكومة.
حرص شديد على سلامة الرئيس
تحيط بمقر الحكومة الأوكرانية في بنكوفا حلقة من الحراس إضافة إلى إقامة نقاط التفتيش في كل الشوارع المحيطة بها، مع السماح فقط بدخول من لديهم الوثائق وجوازات السفر الصحيحة.
وكشفت التايمز أن “الجنود يطلبون ممن يدخلون مقر الحكومة كلمات مرور سرية تتغير يوميا، وهي في الغالب عبارة عن كلمات مصطنعة ولا معنى لها ويصعب على الروس نطقها”.
وأكدت الصحيفة أن زيلينسكي تعرض منذ بداية الحرب لمحاولات اغتيال عديدة، حيث كشف أوليكسي دانيلوف، رئيس مجلس الأمن القومي الأوكراني، أن الرئيس نجا من 3 محاولات اغتيال بأسبوع واحد فقط.
وأشارت الصحيفة البريطانية إلى أن “الحكومة الأوكرانية تتوفر على خطة استراتيجية لحماية الرئيس إذا وقع الحصار، حيث يتوفر المقر على ممر عليه علامات تحدد نقاطا لإطلاق النار لمساعدة القوات الأوكرانية على حماية أمن الرئيس وسلامته”.
لا يرى أبناءه وعائلته
كشفت التايمز أن الرئيس زيلينسكي نجح في ترتيب رؤية ابنه كيريلو، البالغ من العمر 10 سنوات، مرة واحدة كل 10 أيام.
ونقلت الصحيفة عن أحد مساعدي الرئيس قوله إن “العيش في الظلام بعيدا عن زوجته وأطفالهما من أكثر الأشياء التي تشكل ضغطا كبيرا على زيلينسكي”.
وقال ذات المسؤول أن “الحياة في بنكوفا جد صعبة.. أنت لا ترى الشمس، ولا تعرف الوقت”، مبرزا أن زيلينسكي وكبار مساعديه قضوا الجزء الأكبر من الشهرين الأولين للغزو الروسي في العيش تحت الأرض، وظهروا بشكل متقطع ليطمئنوا الناس بأن الرئيس لم يغادر البلد.