يتوصل العديد من المواطنين المغاربة، مؤخرا، برسائل من أرقام أجنبية عبر تطبيق “واتساب” تتضمن فرص عمل عن بعد بمدخول مريح وسهل، يتم من خلالها إقناعهم بالعمل لصالح شركات عالمية وكسب أرباح دون بذل جهد كبير.
حسب ما أورده هؤلاء المواطنون، فإن عددا من الأشخاص الذين استمروا في التواصل مع الجهة التي ترسل هذه الرسائل، تعرضوا لعمليات نصب واستيلاء على أموالهم، وذلك بعدما تمت مطالبتهم بتميكن المُرسِل بمعلومات شخصية، منها ما يتعلق بحساباتهم البنكية.
في هذا السياق، أكد أحد المتوصلين بهذه الرسائل أنه قام بالاتصال بالرقم الأجنبي الذي تواصل معه وأجابه بالفعل شخص من بلد آخر، إلا أنه أنكر قيامه بإرسال أي طلب عمل عن طريق هذا الرقم.
وأفاد ذات المتحدث بأنه قام فورا بحظر الرقم المذكور كونه سمع من قبل عن تعرض أشخاص للنصب بهذه الطريقة، متسائلا عن كيفية حصول الجهة التي تقف وراء هذه العروض على أرقام عدد كبير من المواطنين المغاربة ممن يتوصلون برسائل مشابهة يوميا.
وتفاعلا مع هذا الموضوع، كشف أحد الخبراء في مجال الأمن المعلوماتي أن الأمر يتعلق بعملية “فيشينغ”، بحيث يقوم القراصنة بإرسال رسائل مضللة عبر “واتساب” تبدو وكأنها من مصدر موثوق مثل البنوك أو الخدمات الشخصية، مشيرا إلى أن مرسل هذه الرسائل يستخدم في الغالب روابط ملغومة تقود إلى صفحات ويب مزيفة تطلب من الضحايا إدخال بياناتهم الشخصية والمالية.
وأوضح ذات المتحدث أن الهدف الأساسي من هذه العملية يكمن في الحصول على معلومات حساسة مثل تفاصيل الحسابات البنكية، وأرقام الضمان الاجتماعي، وتفاصيل بطاقات الائتمان، وكلمات المرور وغيرها لاستخدامها في عمليات احتيالية أو بيعها.
وحول سبب استخدام تطبيق “واتساب” لهذا الغرض، أوضح الخبير في الأمن المعلوماتي أن هذا التطبيق يتمتع بقاعدة مستخدمين ضخمة، ويعتبر من أكثر تطبيقات المراسلة شعبية في العديد من البلدان، مما يزيد من فرص القراصنة للوصول إلى عدد أكبر من الضحايا.
ولفت المتحدث نفسه إلى أن الكثير من المستخدمين يثقون في الرسائل التي يتلقونها عبر “واتساب”، منبها إلى ضرورة التمييز بين الرسائل الموثوقة والمعلومات المضللة عن طريق الانتباه لعلامات مثل الأخطاء الإملائية والنحوية، والروابط المشبوهة، وطلبات مشاركة المعلومات الشخصية…