أكادير24 | Agadir24
عرفت المرحوم عبد الوهاب بلفقيه منذ سنة 2004 او ابعد من ذلك بقليل ثم توطدت علاقتنا فيما بعد لسنوات إلى حدود ايام قليلة من الان التقينا فيها لبرهة من الزمن . زرته في بيته مرات ومرات وزارني في بيتي مرات ومرات كان الرجل منصتا بشوشا كريما لا تعرف الضغينة ولا الحقد طريقا إلى قلبه اختلفنا لمدة قصيرة خلال حيثيات بلوكاج الجهة وما تلاه من مستجدات واحداث ووقائع لا داعي لذكر تفاصيلها لان المجالس أمانات لكن كانت عودة العلاقات سريعة و كالمعتاد . اشهد للرجل أنه كريم شجاع وفي لأصدقائه و كما أشهد أنه ذو كلمة و ذو شهامة .
بوفاته تفقد جهة كلميم واد نون والسياسة الوطنية رجلا اعطى لوطنه و لجهته الشىء الكثير قد نختلف مع بعض سياساته او تحالفاته او مواقفه لكن لم يكن أبدا متعصبا لقبيلته او اثنيته إنما كان منفتحا على الجميع.
ساهم في تنمية مدينة كلميم عندما كان رئيسا للبلدية و عرفت المدينة أوراشا كبيرة في عهده . كان بيت عبد الوهاب مزارا الفقراء قبل الأغنياء و ملاذا لكل المستضعفين .
رحم الله رجلا صنع رجالات سياسة في واد نون بعضهم بقي على العهد و الوفاء وأغلبهم اداروا الظهر بعدما تغيرت بوصلة المصالح والمغانم في اتجاه آخر.
لقد فقدت واد نون والجهة برمتها رجلا قل نظيره استطاع أن يصبر لغدر الأصدقاء قبل الخصوم حينا من الدهر واستطاع أن يبني مجدا سياسيا بطريقة عصامية ابهرت كل المتتبعين و اججت حنق الحاقدين لكن القدر المحتوم باغث الرجل و اختاره الموت لكي لا يموت أكثر من مرة في أتون سياسة جهوية بئيسة تنعدم فيها الأخلاق و التنافس الشريف و أصبح فيها الغدر والخيانة شطارة و نباهة و حسن تدبير.