عاشت مدينة أكادير خلال الأيام القليلة الماضية على وقع اضطرابات مرورية خانقة، نتيجة انتشار الحفر في عدد من شوارعها عقب التساقطات المطرية الأخيرة، ما خلّف حالة من التذمر لدى السائقين والمواطنين، وسط مطالب متزايدة بتدخل سريع من السلطات المختصة لإصلاح الطرق وتأهيل بنيتها المهترئة.
المشهد اليومي لحركة السير في أحياء مختلفة من المدينة بات محفوفًا بالمخاطر، حيث تتسبب الحفر في عرقلة السير، خصوصًا خلال فترات الذروة، وتؤدي في حالات كثيرة إلى أعطاب في السيارات أو حتى حوادث مرور، مما دفع بعدد من المواطنين إلى توثيق الأضرار ومشاركتها على مواقع التواصل الاجتماعي كوسيلة للضغط على الجهات المسؤولة.
ويعزو عدد من المهنيين في مجال الأشغال العمومية والخبراء في التخطيط الحضري سبب تزايد الحفر إلى ضعف البنية التحتية للطرقات، وسوء تنفيذ الأشغال السابقة، ناهيك عن تأثير الحمولات الزائدة لبعض الشاحنات التي تمر يوميًا بشوارع لا تتحمل ذلك الضغط، مما يعجّل بتآكل الطبقة الإسفلتية ويُسرّع من انهيارها بعد كل تساقطات.
هذه الوضعية دفعت العديد من سكان المدينة إلى رفع أصواتهم مطالبين بإطلاق خطة استعجالية تشمل إصلاح الحفر المتضررة، ومراجعة طرق تنفيذ الأشغال وصيانتها، إلى جانب مراقبة حمولة الشاحنات الثقيلة وتخصيص ميزانية ملائمة تضمن ديمومة البنية التحتية للطرق.
وتؤكد شهادات من ميدانيين أن هذه الحفر لا تقتصر أضرارها على المركبات، بل تهدد سلامة الراجلين وراكبي الدراجات، إذ تفتقر بعض الشوارع لعلامات تحذيرية أو إنارة كافية، ما يجعلها فخاخًا حقيقية خاصة خلال الليل أو في ظروف الطقس السيئة.
ويخشى المواطنون من استمرار التهاون في معالجة هذه الظاهرة، ما قد يؤدي إلى اتساع رقعة الأضرار مع كل موجة مطرية قادمة، ويزيد من التكاليف الاقتصادية الناتجة عن الصيانة المتكررة والعشوائية، بدل اللجوء إلى حلول جذرية ومستدامة تعيد الاعتبار لشوارع المدينة.
ويظل السؤال مطروحًا: هل تتحرك الجهات المعنية قبل أن تتحوّل حفر أكادير إلى شبح دائم يطارد مستعملي الطريق ويُجهز على ما تبقى من ثقة المواطنين في جودة البنية التحتية؟
التعاليق (0)