تُوّجت حسنية أكادير بانتصار ثمين على رجاء بني ملال بهدف دون مقابل، في مباراة السد التي احتضنها ملعب أدرار مساء السبت 31 ماي 2025، ليضمن الفريق السوسي رسمياً بقاءه في القسم الأول من البطولة الاحترافية، ويكتب بذلك نهاية مشرفة لموسم مضطرب.
خاض الفريق الأكاديري هذه المواجهة المصيرية بذكريات ثلاثين سنة في قسم النخبة، وبعزيمة جماهير غصّت بها مدرجات ملعب أدرار، في لحظة تاريخية عرفت حملة تعبئة غير مسبوقة تحت شعار “ما نفوتوهاش”، أكدت أن هذا النزال لم يكن فقط مواجهة كروية، بل معركة بقاء لهوية رياضية لمدينة بأكملها.
دخل الفريق المباراة بمعنويات مرتفعة رغم التعادل السلبي ذهاباً، حيث كان الفريق مطالباً بالفوز لضمان البقاء، وهو ما تأتى لهم بعد مجهود جماعي وقتالي تُوّج بهدف قاتل، أعاد البسمة لجماهير عاشت على وقع الترقب والخوف من سيناريو النزول.
أما رجاء بني ملال، فقد دخل المباراة بطموح كبير لمحو إخفاق الصعود المباشر من القسم الثاني، إلا أن التفاصيل الصغيرة صنعت الفارق، خصوصاً في ظل الضغط الجماهيري الكبير والأجواء المشحونة التي عرفها ملعب أدرار. ووجد الفريق الملالي نفسه عاجزاً عن مجاراة الإيقاع العالي، لينتهي حلمه عند أبواب قسم الصفوة.
يمثل هذا الانتصار محطة مفصلية في مسار الحسنية، التي عاشت موسماً استثنائياً تنقّلت فيه بين ملاعب آسفي والمحمدية وبرشيد، في ظل غياب التعاقدات وقيود مالية خانقة. ومع ذلك، أثبتت المجموعة أنها تملك من الإصرار ما يكفي لتجاوز الأزمات، والبقاء شامخة وسط الكبار.
اليوم، لا تحتفل أكادير بفوز فريقها فقط، بل بانتصار الإرادة، بعودة الثقة بين المدرجات والمستطيل الأخضر، وبإثبات أن كرة القدم في سوس ماسة ليست فقط رياضة، بل قضية انتماء وهوية.
التعاليق (0)