دخلت المواجهة بين إيران وإسرائيل منعطفًا حاسمًا بعدما أعلنت الولايات المتحدة، مساء 23 يونيو 2025، التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين الجانبين، عقب 12 يومًا من التصعيد العسكري الأعنف في تاريخ الصراع غير المباشر بين الطرفين.
شنّت إسرائيل في 13 يونيو 2025، ضربة عسكرية مباغتة استهدفت منشآت نووية وعسكرية حساسة في إيران، أبرزها مواقع ناتنز وفوردو، مستخدمة أكثر من 200 طائرة قتالية و330 ذخيرة موجهة بدقة. وردّت طهران بصواريخ باليستية ومسيرات هجومية، ضمن عملية أطلقت عليها اسم “الوعود الحقيقية 3″، أسفرت عن سقوط عشرات الجرحى في إسرائيل وإحداث أضرار مادية كبيرة.
دخلت الولايات المتحدة على خط المواجهة يوم 22 يونيو، حين نفّذت ضربات موجعة على 3 مواقع نووية إيرانية بقنابل خارقة للتحصينات، ما دفع طهران إلى الرد باستهداف قاعدة العديد الأمريكية في قطر، في رسالة رمزية لم تُسفر عن إصابات بشرية، حسب تأكيدات واشنطن.
أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مساء الاثنين التوصل إلى “اتفاق شامل ونهائي” لوقف إطلاق النار، يبدأ بتنفيذه من الجانب الإيراني، وتتبعه إسرائيل بعد 12 ساعة، مع التأكيد على إنهاء الحرب رسميًا بعد مرور 24 ساعة. واعتبر ترامب أن وساطة قطرية قادها رئيس الوزراء الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني كانت حاسمة في إقناع طهران بقبول الاتفاق.
ورغم الترحيب الدولي، سُجلت خروقات للهدنة صباح الثلاثاء، حين أفادت وسائل إعلام بوقوع انفجارات في طهران ناتجة عن ضربة إسرائيلية استهدفت موقع رادار، في حين نفت طهران إطلاق صواريخ بعد بدء سريان وقف إطلاق النار، ما أجّج الاتهامات المتبادلة بين الطرفين.
اقتصاديًا، أدّى الإعلان عن الهدنة إلى تراجع أسعار النفط بأكثر من 4%، وتراجُع الذهب إلى أدنى مستوياته في أسبوعين، مع تحسن مؤشرات الأسواق المالية في الشرق الأوسط، إثر انحسار مخاوف تعطل الإمدادات.
وبينما اعتبرت إسرائيل أنها “حققت أهدافها بالكامل” في عملية “الأسد الصاعد”، شددت طهران عبر مجلس أمنها القومي على أنها “فرضت وقف إطلاق النار على العدو”، مع تأكيد استعدادها للرد على أي خرق محتمل.
لا تزال حالة التهدئة قائمة على حافة التوتر، وسط غياب آلية دولية لرصد الخروقات وضمان الاستمرارية، ما يجعل من وقف إطلاق النار هشًّا وقابلاً للانفجار مجددًا في أي لحظة، خصوصًا في ظل الملفات العالقة وأبرزها البرنامج النووي الإيراني.
التعاليق (0)