سجل المغرب موجة حر غير مسبوقة بين 27 و30 يونيو 2025، اجتاحت معظم مناطق البلاد وبلغت ذروتها يوم الأحد 29 يونيو 2025، بعدما تجاوزت درجات الحرارة المعدلات الموسمية بأكثر من 10 إلى 15 درجة مئوية، وسط تصنيف رسمي للوضع بأنه “شركي” استثنائي من حيث الحدة والامتداد الجغرافي.
ووفق المعطيات الصادرة عن المديرية العامة للأرصاد الجوية، تصدرت مدينة سيدي سليمان قائمة المدن الأكثر حرارة على الصعيد الوطني، بعدما بلغت فيها الحرارة 47.7 درجة مئوية، وهو رقم قياسي جديد تجاوز الرقم السابق المسجل سنة 2023 والبالغ 47.4 درجة. كما تم تسجيل درجات مرتفعة في العرائش (43.8 °C)، مراكش (46.1 °C)، والدار البيضاء (40.5 °C)، في مؤشر غير معتاد لمستوى الارتفاع بهذه المدن الساحلية.
وانخفض التأثير الطبيعي للمحيط الأطلسي خلال هذه الموجة، حيث دفعت رياح “الشركي” الحارة والجافة درجات الحرارة في مناطق دكالة، الشاوية، الغرب واللكوس إلى مستويات غير معتادة، متجاوزة المعدلات الطبيعية بـ10 إلى 20 درجة مئوية، بحسب تقرير اقتصادي لشبكة CNN للأعمال.
وأوضحت الأرصاد الجوية أن موجة الحر امتدت يوم الاثنين 30 يونيو إلى عدد من المناطق الأخرى، شملت السهول الشمالية، سايس، الجنوب الشرقي، داخل سوس، والأقاليم الجنوبية، مع تسجيل درجات قصوى ما بين 41 و47 درجة، في حين يُرتقب هبوب عواصف رعدية محلية على الأطلس الكبير والمتوسط خلال المساء.
وبخصوص تطورات الطقس في الأيام المقبلة، توقعت المديرية بدء انخفاض تدريجي في درجات الحرارة اعتبارًا من الثلاثاء 1 يوليوز، خاصة على مستوى السواحل والسهول الشمالية، مع بقاء الأجواء الحارة نسبيًا في المناطق الجنوبية والجنوب الشرقي. وأشارت التوقعات إلى إمكانية انتعاش الحرارة من جديد، خاصة يوم الجمعة داخل مناطق الوسط الشرقي والسهول الداخلية.
وتجدر الإشارة إلى أن هذا النوع من الظواهر المناخية يعكس بشكل واضح آثار التغير المناخي العالمي على المملكة، وما يصاحبها من تحديات بيئية وصحية تستوجب التعامل معها بجدية متزايدة خلال السنوات المقبلة.
التعاليق (0)