عقد عامل إقليم اشتوكة آيت باها، السيد محمد سالم الصبتي، لقاءً تواصليًا هامًا مساء اليوم مع أعضاء مجلس جماعة واد الصفاء. هدف اللقاء إلى تشخيص الواقع التنموي للجماعة، وتحديد النواقص في البنيات الأساسية والخدمات الاجتماعية التي لا تزال تعاني منها بعض الدواوير.
تم خلال اللقاء استعراض العديد من المشاريع التنموية التي تم إطلاقها في واد الصفاء، وهي جماعة تشهد استقطابًا سكانيًا مرتفعًا يتجاوز 83 ألف نسمة. هذه الكثافة السكانية خلقت ضغطًا متزايدًا على المرافق الحالية، بما في ذلك البنية التحتية، الخدمات الأساسية، المرافق التعليمية والصحية، والبنيات الرياضية والسوسيوثقافية.
شكل اللقاء فرصة للوقوف على التحديات الكبيرة التي تواجهها هذه الجماعة ذات المساحة الشاسعة. تشمل هذه التحديات تعزيز العرض الصحي والتعليمي، ومواجهة الضغوط المتزايدة في هذه القطاعات الاجتماعية الحيوية.
بالإضافة إلى ذلك، تم التركيز على حل إشكاليات البيئة وتدبير النفايات، من خلال معالجة مشكلة التطهير السائل ومركز تجميع النفايات المنزلية وتدبير النفايات على مستوى الدواوير. كما تم تناول ضرورة تأهيل المحاور الطرقية ذات الحركة المرورية الكبيرة، نظرًا للأهمية الاقتصادية للجماعة المرتبطة بالدينامية الفلاحية وما ينتج عنها من تحديات.
و تم التأكيد على أهمية تحقيق العدالة المجالية في الاستفادة من المرافق والبنيات التحتية، وإنشاء مركز للجماعة من خلال توفير وعاء عقاري وتوطين العديد من البنيات الإدارية والسوسيو اقتصادية.
في هذا السياق، دعا عامل الإقليم إلى تضافر جهود جميع المتدخلين لإطلاق برامج تنموية ضخمة تسد النقص في العديد من القطاعات والمرافق الاجتماعية. شدد على أهمية تعبئة الشركاء الكبار لخلق دينامية مجالية، وتجاوز النقص المتزايد في الخدمات الموجهة لمختلف الشرائح الاجتماعية، وخاصة الفئات الهشة، الشباب، والنساء.
الأهم من ذلك، دعا العامل إلى خلق هوية ترابية للجماعة، مما سيمكنها من الاستفادة من عدد من المخططات القطاعية. كما شدد على معالجة إشكالية التعمير وتنظيم الأنسجة العمرانية ضمن الأطر القانونية، وتطبيق مقاربة جديدة لإدارة النفايات والنظافة، والحفاظ على البيئة، وتسريع معالجة ملف التطهير السائل بالتعاون مع الجماعات المجاورة.
و تتطلب هذه التحديات الملحة والعاجلة انخراط جميع مكونات المنظومة: السلطات الإقليمية، المنتخبون، النسيج الجمعوي، المصالح القطاعية، والقطاع الخاص. الهدف هو إيجاد حلول عملية وفورية، والتفكير في برامج طموحة تتجاوز الإكراهات الحالية، وترسم أفقًا واعدًا لجماعة واد الصفاء، الغنية بمواردها الاقتصادية والبشرية ونجاح تجاربها في العمل التنموي التشاركي بفضل دينامية نسيجها الجمعوي.
التعاليق (0)