أحالت مصالح الضابطة القضائية التابعة للدائرة الأمنية بتزنيت على وكيل الملك خمسة أشخاص من أجل تهمة القمار وخرق الطوارئ الصحية .
وجاء توقيف المشتبه فيهم ، ومن بينهم عون سلطة بسيدي افني ، بإحدى المقاهي المعروفة وسط المدينة ، حيث أعادت هذه القضية إلى الواجهة ، ظاهرة لعب القمار بالمقاهي والبيوت بمدينة الفضة.
و كشف هذا التدخل الأمني عن مجموعة من المعطيات لها علاقة باستغلال بعض المنازل بالمدينة ولجوء بعض أصحاب المقاهي إلى تغيير أنشطتهم وتحويلها في أوقات معينة بالليل إلى “كازينوهـــات ” و أوكار للقمار غير المشروع.
مصادر مطلعة كشفت أن هذه المنازل و المقاهي يقصدها مجموعة من الأشخاص من مختلف الأعمار و الوظائف من الشباب والطبقات المتوسطة و الكادحة وذوي الدخل المحدود ، وفي بعض الأحيان رجال أعمال ومسؤولين بمختلف القطاعات .
فبعد أن كان القمار يقتصر في تيزنيت على مقاه توجد في أحياء داخل المدينة القديمة، ولا تتعدى أنواعه «الرامي» و«الكارطة» ، أصبح اليوم يأخذ بعدا متطورا ويزاول في مقاهي ومنازل وسط المدينة ،أمام أعين السلطات التي تغض الطرف و تسمح للمقامرين قضاء ساعات طوال تمتد ليلا إلى الصباح أملا في الربح أو تدارك الخسارة.
وأضاف المصدر ذاته، أن هذه الظاهرة تُسيّر داخل بعض المنازل من قبل وجوه محترفة توفر للمقامرين كل ظروف الراحة من مستلزمات القمار وكؤوس الشاي والقهوى والسجائر…وبالمقابل يجني هؤلاء أرباحا مالية مهمة تصل إلى ملايين السنتيمات في الليلة الواحدة.
اللافت للانتباه، يضيف نفس المصدر، أن من بين رواد هذه الأماكن تجار، و مسؤولون وموظفون وفي بعض الأحيان رجال أعمال من فئات عمرية مختلفة، و يقصدونها من أماكن مختلفة وخارج الإقليم .
من جهة أخرى، أوضح المصدر نفسه ، أن هذه الأمكنة لا يرتادها إلا من كان معروفا لدى المقامرين ، أو يتم تزكيته من طرفهم.
وكشف ذات المتحدث ، أن «العيطة» و «البوكر» من بين أنواع القمار الأكثر انتشارا داخل هذه الأماكن سواء بالمنازل أو بالمقاهي .
وعن طريقة مزاولة هذه الظاهرة ، قال المصدر ، أنها تتم حسب الإمكانيات المادية لكل شخص، أما طريقة اللعب فتكون على شكل مجموعات ، يصل في بعضها الرهان «العيطة» لعشرة الف درهم لـــ «العيطة».
وبتلقائية ، قال مصدرنا : « تَقْمارْتْ باش نْجِيكْ الصَّراحَة عْنْدْكْ حْتَى 10 درهم، أُو مْبْلِي ،غَادِي تْمْشي تْقْمْرْ بِيها أُو تْلْقَا المْجْموعَة فيها «العيطة» غير ب 10 درهم أو بعض لمرات حتى لــ 5 درهم…هَاذْ البْليّة ما تَتْعرفْ طبقة مجتمعية دون أخرى أو شي عْمْر مُعيّن.. لي مْبْلي بيه تَا امْشي لِيه اِلْعْبو حسب إمكانياته المادية».
المتحدت الذي يقارب عمره السبعين سنة ، أضاف قائلا : حْتَى أَنا رَاهْ كُنْتْ لاَبَاسْ عْلِيَا ، كُنْتْ تاجرعْنْدِي مَحَالْ دْيالي أُو طُمُوبِيلْتي كُنْتْ “خسيم” ( وهو مصطلح في لغة “القْمَّارة” يعني أنه سخي )، مَا عْنْدي سوقْ فالفلوس حتى إلى كانت «العيطة» بــ 2 مليون ما تا نْخْمْمْ ليها..دابا خرجت على كولشي باعت كل ما عندي ، ودابا راني “حمال” ( وهو مصطلح في لغة “القْمَّارة” يعني أنه مفلس ) بدون عمل اوخدمتي هي تقمارت، تَا انْتْسْنا حتى تا اجمع شي واحد القاعة تَا ايْدْوْرْ مْعايَا».
وختم الشيخ السبعيني حديثه لـــنا بقوله : « واحد القضية نقولها ليك ما عمرك تلقا شِي دَار أُو يْقولو ليك النَّاس رَاه دَّار دْيالْ الْقْمَّار فْلاّنْ.. مَا كَايْنْ غِيرْ وَاشْ شْفْتِي هَاذْ الدَّارْ رَاهْ الْقْمَّار فْلاّنْ هو لي باعها، إواها العربون قدامك ما خليت فين قّمْرْتْ مْنْ “لخصاص”، “بويزكارن”، “كلميم”، “إفران”، “ايت الرخاء”، “تيزنيت”و “اشتوكة أُو ما رْبْحْتْ والُو…بالعكس خْسْرْتْ كُولْشي بْسَبَبْ الْقْمْرْ».
محمد بوطعام – تزنيت