وصلت قضية تخريب الرعاة الرحل لمصادر عيش السكان بسوس قبة البرلمان، على خلفية السؤال الكتابي الذي وجهته النائبة البرلمانية النزهة أباكريم عن الفريق الإشتراكي لدى مجلس النواب إلى وزير الداخلية، بشأن الإجراءات التي اتخذتها الوزارة بعد عمليات تخريب مصادر عيش السكان المحليين بالجماعات الترابية التابعة لدائرة أنزي بإقليم تيزنيت بجهة سوس ماسة.
و مما جاء في السؤال الكتابي الذي توصلت أكادير 24 بنسخة منه، أنه بتاريخ 18 مارس 2024 تقدمت جمعية أجكال للتنمية المستدامة والمحافظة على البيئة بجماعة أربعاء أيت احمد بإقليم تيزنيت بشكايات إلى السلطات المحلية والإقليمية وإلى النيابة العامة بابتدائية تيزنيت من أجل رفع الضرر الذي لحق منطقة أدرار (أكادير، اكجكال، أيت إحي، أيت ويديرن والنواحي) من جراء ترامي واحتلال الرعاة الرحل بواسطة قطعان مواشيهم (أغنام، معز، إبل) لأراضي ومزارع الساكنة المحلية.
وأشارت النائبة البرلمانية إلى أن هذه القطعان التي تقدر بآلاف الرؤوس تعرضت لمزارع وحقول ومراعي الساكنة، وأتلفت ثمار أشجار الأركَان وأشجار أجكال النادرة. كما أتلفت محتوى الخزانات المائية التقليدية التي تعتبر مصدر الماء الشروب للسكان في ظل توالي سنوات الجفاف، بل أكثرمن ذلك تعرضت الساكنة لمختلف التهديدات من قبل هؤلاء الرعاة الرحل وتلقت من قبلهم وابلا من السب والشتم.
وأمام هذا الوضع الذي لايطاق، تضيف البرلمانية، أصبحت فيه حرمة ممتلكات ساكنة أدرار وكرامتهم مستباحة من طرف مسثمري الرعي الجائر بفعل ما لمسوه من تواطؤ من طرف السلطات المحلية والإقليمية حيث تقوم هذه السلطات بالكيل بمكيالين صرامة اتجاه الساكنة المحلية، ومرونة إن لم نقل حماية للرعاة الرحل.
البرلمانية نفسها أكدت من جهة أخرى، أن موضوع الإعتداءات المتكررة للرعاة الرحل بمناطق سوس عموما ومناطق أدرار بإقليم تيزنيت خصوصا، أبانت عن الغياب التام لدولة الحق والقانون في تدبير هذا الملف، بحيث أصبح قانون القوة والجور هو الغالب.
و أكدت النائبة ذاتها، أن عدم البث في العدد الهائل من شكايات الساكنة المحلية المتضررة من جور الرعاة الرحل، لهو أكبر دليل على عدم حيادية المقاربة المتعددة من طرف السلطات التابعة لوزارة الداخلية بإقليم تيزنيت من أجل وضع حد لهذه الإعتداءات وحماية الساكنة من العنف الإقتصادي والجسدي والنفسي الذي تتعرض له.
لهذا، تسائلت النائبة البرلمانية من الفريق الإشتراكي بمجلس النواب، وزير الداخلية عن التدابير الفورية التي ستتخذها الوزارة لتحريك السلطات والقوات العمومية لوضع حد لهجوم وترامي الرعاة الرحل على مجالات عيش ساكنة منطقة أدرار بجماعة أربعاء أيت أحمد وعموم دائرة أنزي بإقليم تيزنيت، وعن الإجراءت المتخذة في حق المعتديين من ممارسي الرعي الجائر من أجل تعويض مختلف الخسائر التي تسببوا فيها، و كذا العقوبات التي ستتخذها الوزارة في حق الرعاة الرحل، فضلا عن الإحتياطات التي ستتخذها المصالح التابعة للوزارة حتى لايتكرر مستقبلا ما عاشته ساكنة أدرار بإقليم تيزنيت من رعب وترهيب بسبب هجوم الرعاة الرحل على ممتلكاتهم.. .
عبداللطيف الكامل