كشفت منظمة الصحة العالمية أن عددا أكبر من سكان غزة معرضون للموت بسبب الأمراض التي تتهددهم مقارنة بالقصف، وذلك إذا لم يتم دعم النظام الصحي في القطاع ليعود إلى طبيعته بسرعة.
وحسب ما صرحت به المتحدثة باسم المنظمة، مارغريت هاريس، لوسائل الإعلام، فإن “عددا أكبر من المدنيين في غزة قد يكون مصيرهم الموت في نهاية المطاف، إذا لم تتم إعادة بناء النظام الصحي وتقويته من جديد”.
وحذرت هاريس من تفشي الأمراض المعدية والأوبئة في غزة نتيجة تحلل الجثث المتبقية تحت الأنقاض، وكذلك انقطاع المياه عن القطاع بشكل كلي منذ بدء العدوان الإسرائيلي.
ووصفت المتحدثة الانهيار الذي شهدته العديد من المستشفيات في قطاع غزة بأنه “مأساة حقيقية”، فيما عبرت عن قلقها إزاء احتجاز القوات الإسرائيلية بعض الطواقم الطبية.
وشددت المسؤولة بمنظمة الصحة العالمية على أن هذه الأخيرة “قلقة جدا” بشأن موظفي مستشفى الشفاء الذين تم احتجازهم مؤخرا في غزة، مشيرة إلى ضرورة احترام حيادهم كأطقم طبية.
مصير مجهول للأطباء المحتجزين
كشفت مصادر فلسطينية أن جيش الاحتلال الإسرائيلي أقدم على اختطاف مدير مستشفى الشفاء، وهو أكبر مجمع طبي في قطاع غزة، و5 من الكوادر الطبية، وذلك بعد فرض حصار على هذه المؤسسة الصحية لعدة أيام وقصف مرافقها المختلفة، ومن بينها غرف العمليات.
هذا، ووجهت اتهامات لمنظمة الصحة العالمية بالتورط في اختطاف الأطقم الطبية، بيد أنها نفت ذلك، مؤكدة أنها لا تملك أي معلومة عن مصير هؤلاء.
وتبعا لذلك، أعلنت وزارة الصحة في غزة إيقاف التنسيق مع منظمة الصحة العالمية في عمليات إجلاء المرضى والكوادر الطبية من المستشفيات في القطاع، إلى حين إفراج الجيش الإسرائيلي عن موظفيها المحتجزين.
وكان مصير مستشفى الشفاء مشابها لمصير معظم مستشفيات شمال القطاع التي خرجت عن الخدمة بشكل كلي أو جزئي نتيجة الحصار والقصف الإسرائيلي عليها.
وضع إنساني “مأساوي”
أجمعت العديد من الهيئات والمؤسسات الدولية على أن الوضع في قطاع غزة، الذي تعرض لقصف مكثف على مر الأسابيع الـ7 الماضية، “مأساوي”.
في هذا السياق، كشفت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين أن الهدنة التي طال انتظارها من قبل المدنيين بغزة، والتي دخلت حيز التنفيذ يوم الجمعة الماضي، لم تتح لهم سوى القليل من الراحة، ودخول بعض المساعدات.
وأعلنت الأونروا أنها حصلت على 268 ألف لتر من الوقود خلال يومين، وتمكنت نحو 250 شاحنة من دخول الأراضي الفلسطينية، محملة بالطعام ومياه الشرب والخيام والبطانيات والأدوية، مشيرة إلى أن ذلك “مجرد قطرة في محيط” مقارنة بحجم الكارثة الإنسانية المستمرة.
ومن جهتها، أفادت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف) بأن الأطفال هم أول ضحايا هذه الحرب، حيث قتل نحو 6 آلاف طفل منذ بدء الحرب، مشيرة إلى أن “التكلفة الحقيقية لهذا الصراع ستقاس بعدد أرواح الأطفال”.
وتجدر الإشارة إلى أن الجيش الإسرائيلي شن حربا مدمرة على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر الماضي، خلفت أكثر من 15 ألف شهيد بينهم أكثر من 10 آلاف طفل وامرأة، في حين لا يزال نحو 7 آلاف شخص في عداد المفقودين، فيما تجاوز عدد المصابين 36 ألفا.
التعاليق (0)