أحرزت جماعة تاويالت، الواقعة في عمق جبال الأطلس، بإقليم تارودانت، تقدماً استثنائياً في جهود إعادة الإعمار، بعد الزلزال العنيف الذي ضرب المنطقة في شتنبر 2023، حيث تم الانتهاء من أكثر من 94% من مشاريع إعادة بناء المنازل، في وقت لا تزال فيه مناطق أخرى تعاني من بطء في الأشغال.

بحسب تقرير صادر بتاريخ 2 مارس 2025، فإن 509 منزلاً من أصل 540 ملفاً تم الانتهاء من أشغالها، بينما اكتملت الأشغال الأساسية لما يقرب من 98.3% من المساكن، وتم تسليم 254 رخصة سكن للأسر المعنية. وتُظهر هذه الأرقام استثنائية في الأداء مقارنة مع جماعات أخرى ما زالت ترزح تحت وطأة الانتظار والتأخير.

🔢 الأرقام الرئيسية: إنجازات مُبهرة
المؤشر | الرقم | التعليق |
---|---|---|
الملفات المفتوحة | 540 | مجموع الأسر المعنية |
الأساسات المنجزة | 531 (98.3%) | تقريبًا كل البيوت بدأت ترتفع |
الطوابق الأرضية المكتملة | 522 (96.7%) | القرية تستعيد ملامحها |
استلام نهاية الأشغال | 509 (94.3%) | وتيرة عمل مثالية |
تصاريح السكن المُسلّمة | 254 (47%) | الخطوة الإدارية الأخيرة |
هذه الأرقام تبرز نجاحًا لافتًا مقارنة بمناطق أخرى ما زالت تعاني تأخر الأشغال وتباطؤ الإجراءات.

إن السر وراء هذا النجاح، يكمن في نهج تاويالت التشاركي الذي منح السكان دور “رئيس المشروع”، حيث تولّت كل أسرة مسؤولية بناء منزلها بنفسها، مستعينة بعمّال محليين واستخدام الحجر البركاني المحلي بلمسة هندسية معاصرة، تحت إشراف و تتبع المهندس سعيد بوباد، مما ساهم في خفض التكاليف وضمان ملاءمة البناء للبيئة الجبلية الصعبة.

🏘️ التحليل حسب الدواوير
نوع التجمع | أمثلة | الوضعية |
---|---|---|
الدواوير الكبرى المنظمة | ميال، تالمدات، تيزكي أيت موكر | تنظيم قوي، وتعبئة مجتمعية فعالة |
الدواوير المتوسطة | أمازر، أمزاورو، أواسيون | تعتمد على عمّال خارجيين لقلة الكفاءات المحلية |
الدواوير الصغيرة المعزولة | أيت حيمي، أبان، إيد بوخران | البناء الذاتي كان مفتاح التقدم السريع |
📍 أكبر عائق واجه العملية: صعوبة النقل بسبب تضاريس وعرة ومسالك غير مهيّأة.

الدواوير الكبرى مثل ميال وتيزكي أيت موكر، أظهرت تعبئة جماعية فعالة، بينما واجهت بعض الدواوير المتوسطة مثل أمازر وأواسيون تحديات مرتبطة بندرة اليد العاملة، في حين نجحت التجمعات الصغيرة والمعزولة مثل أيت حيمي وإيد بوخران في تسريع وتيرة البناء بفضل اعتمادها الكامل على البناء الذاتي.

رغم صعوبة التضاريس التي تعيق حركة النقل والتموين، ساعدت استجابة الإدارة المحلية الخالية من البيروقراطية، إلى جانب استمرارية الدعم المالي والتقني، في تذليل هذه العقبات. كما عززت المشاركة المجتمعية اليومية والثقة المتبادلة بين السكان والمسؤولين، من مناعة هذا المشروع المحلي الطموح.
🌿 الحمض النووي “الزعفراني” لإعادة الإعمار
العامل الأساسي | سبب النجاح |
---|---|
إدارة متجاوبة | خالية من البيروقراطية ومركّزة على النتائج |
تعبئة مجتمعية | مشاركة يومية للسكان والمسؤولين |
دعم تقني ميداني | توجيه مباشر في عين المكان |
استمرارية الدعم المالي | صرف منتظم وسلس للمساعدات |
تواصل دائم وثقة متبادلة | احترام الالتزامات وتوفير مناخ شفاف للعمل |
اليوم، ومع إيواء أكثر من 94% من الأسر، وإحياء الحس الجماعي والمسؤولية الذاتية، تُثبت تاويالت أن النهضة ممكنة حين تتوفر الإرادة، وتنعدم البيروقراطية، وتتحد الأيادي.
تاويالت… ليست فقط أرض الزعفران، بل أرض القوة والصبر والنجاح.

تُعد تاويالت اليوم نموذجاً ملهماً في إعادة الإعمار، حيث لم يكن الهدف فقط بناء المنازل، بل إعادة الحياة بروح من التضامن والانتماء. والقرية التي اشتهرت بزراعتها للزعفران، أثبتت أن “الذهب الأحمر” ليس مجرد محصول، بل جزء من هوية مقاومة تتجدد مع كل تحدٍّ.

وفي زمن الأزمات، تظهر النماذج الحقيقية. وتاويالت، كما يبرز الواقع، لم تكتف بإعادة بناء جدرانها، بل أعادت بناء الثقة، والكرامة، والانتماء.
التعاليق (0)