تعيش ساكنة جماعة أولاد عيسى بإقليم تارودانت على وقع أزمة صحية صامتة، سببها نقص اللقاحات والأدوية الأساسية بالمستوصف المحلي.
وتشير مصادر محلية إلى أن هذا الوضع يربك الخدمات الصحية، ويزيد من معاناة الأسر، خصوصا النساء القادمات من دواوير نائية وهن يحملن أطفالا رضعا على أمل تلقيهم التلقيحات الضرورية أو الحصول على أدوية أساسية، غير أن هذا الأمل البسيط غالبا ما يصطدم بواقع مرير، يتجسد في عبارة تتردد على مسامعهم: “ما كاين جلبة، ما جابو لينا الدوا”.
وأفادت المصادر ذاتها بأن العشرات من النساء يتوافدن منذ ساعات الصباح الأولى على المستوصف المحلي، محملات بأطفال لا يتجاوز عمر بعضهم ثلاثة أشهر، ورغم قدومهن المبكر لتفادي الازدحام وضمان الاستفادة من الخدمات الصحية، إلا أن الانتظار يمتد لساعات طويلة، قبل أن يفاجأن بغياب اللقاحات أو نفاد الأدوية.
وخلق هذا الوضع حالة من الاستياء والغضب وسط ساكنة المنطقة، خاصة وأن التلقيحات تعد خطوة أساسية لحماية صحة الأطفال من أمراض خطيرة، في حين تؤكد شهادات من عين المكان أن هذه الأزمة ليست وليدة اليوم، بل تتكرر منذ عدة أشهر دون وجود حلول ملموسة.
وفي ظل هذا الوضع، يطالب مرتفقو المستوصف المحلي بجماعة أولاد عيسى السلطات الصحية الإقليمية والجهوية بالتدخل العاجل لتوفير الإمدادات الضرورية وضمان استمرارية الخدمات الصحية بشكل منتظم.
وإلى جانب ذلك، دعا هؤلاء إلى تحسين قنوات التواصل مع الساكنة، لتفادي تنقلهم دون جدوى، فيما شددوا على أن اللقاحات والأدوية ليست ترفا، بل حقا أساسيا يجب ضمانه، خاصة في المناطق القروية التي لا تتحمل المزيد من التهميش.