تشهد مدينة تارودانت في الأيام الأخيرة موجة غلاء غير مسبوقة في أسعار كراء المحلات التجارية، بعد الحريق المهول الذي شب بسوق “جنان جامع” التاريخي، وأتى على عدد كبير من المحلات مخلفاً خسائر مادية فادحة للتجار.
وفي الوقت الذي ما يزال فيه العديد من التجار يضمدون جراح الخسارة ويحاولون استجماع قوتهم للعودة إلى نشاطهم، وجدوا أنفسهم أمام أزمة جديدة، تمثلت في الارتفاع المفاجئ وغير المبرر في السومة الكرائية للمحلات البديلة.
وفي هذا السياق، عبّر عدد من المتضررين عن استيائهم الشديد مما وصفوه بـ“الاستغلال غير الأخلاقي للأزمة”، معتبرين أن بعض الملاك استغلوا حاجة التجار الملحة للعودة إلى العمل لفرض أسعار تفوق القدرة على التحمل.
وأكد هؤلاء أن الوضع الحالي لا يهدد فقط أرزاقهم، بل يعمق الجراح التي خلفها الحريق، مطالبين السلطات المحلية بالتدخل العاجل لوضع حد لهذا الارتفاع غير المنطقي، وضمان توازن السوق بما يتيح إعادة الحياة إلى النشاط التجاري في المدينة.
ويذكر أن الحريق الذي اندلع قبل أيام بسوق “جنان جامع”، أحد أقدم الأسواق بالمدينة، خلف خسائر مادية جسيمة شملت عددا من المحلات، وأتى على سلع وبضائع مختلفة، دون تسجيل خسائر في الأرواح، فيما خلف الحادث صدمة كبيرة في صفوف التجار وساكنة تارودانت، لما يمثله السوق من رمزية اقتصادية وتاريخية.