أكادير 24 – وكالات
بينها الذرة والبطاطس المقلية.. أطعمة سيمحوها التغير المناخي من موائد الأكل
خلصت دراسات حديثة إلى أن بعض الأطباق التي استقرت في بلدان العالم قد تختفي من موائد الأكل خلال السنوات القادمة بفعل التغير المناخي الآخذة تداعياته في التفاقم.
ووفقا لذات الدراسات، فإن مئات الآلاف من المزارعين يسعون اليوم لمواكبة آفة التغير المناخي، خاصة وأن بعض الأصناف من الأطعمة باتت نادرة ومهددة تماما بالاختفاء من موائدنا.
أطباق رئيسية في خطر
- الشعير
وفقا لمنظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (الفاو)، يوفر الأرز والذرة والقمح 60٪ من الطاقة الغذائية المُستهلكة في العالم، وقد تأثرت هذه المحاصيل في السنوات الأخيرة بفعل التغيرات المناخية.
وذكرت دراسة نشرتها مجلة “بلوس وان” (PLOS ONE) عام 2019 أن تغير المناخ قد أثر بالفعل على إنتاج أفضل 10 محاصيل في العالم في مناطق معينة، بينها بعض الحبوب الرئيسية والأكثر استهلاكا في العالم مثل الذرة والقمح والشعير والأرز.
أما المحاصيل الأخرى التي تأثرت بالتغير المناخي حسب الدراسة، فهي نخيل الزيت وبذور اللفت والذرة الرفيعة وفول الصويا وقصب السكر، وهذه المحاصيل توفر مجتمعة 83% من جميع السعرات الحرارية المنتجة من الغذاء المزروع.
- الأرز
يدخل الأرز في تكوين العديد من الأطباق الشعبية حول العالم، بحيث يمثل عنصرا رئيسيا للغذاء لأكثر من 3.5 مليار شخص، ومصدرا لنحو 20% أو أكثر من السعرات الحرارية.
وعلى الرغم من أن تاريخ الأرز ينتمي إلى آسيا، فإن استهلاكه الأكبر كان في إفريقيا، لكن تسارع تغير المناخ يدق ناقوس الخطر بشأن تزايد تهديدات محصول الأرز، مثل التلوث بالزرنيخ والأمراض البكتيرية.
هذا، ويزدهر محصول الأرز في الأراضي الرطبة، ويتمثل الخطر الذي يواجهه في الجفاف وفي زيادة هطول الأمطار غير المتوقعة أيضا.
ويتم إنتاج 90% من الأرز في العالم في آسيا وفي بلدان مثل الصين -التي تعتبر أكبر منتج للأرز في العالم- والهند وبنغلادش وإندونيسيا وفيتنام.
وفي بنغلاديش -على سبيل المثال- تتسبب الفيضانات الساحلية في زيادة ملوحة الأرض، ما يجعل زراعة الأرز مستحيلة في مساحات كبيرة، ويُتوقع أن تنخفض قابلية الأرض لزراعة محاصيل الأرز لأكثر من 50٪ خلال القرن المقبل في آسيا كلها، كما يمتد الخطر إلى القارة الإفريقية، حيث نيجيريا التي تعتبر من أكبر البلدان التي تزرع الأرز.
- الذرة
في المستقبل القريب، قد لا يصبح بوسع الكثيرين الحصول على كيس من الفشار الساخن بسهولة، حيث يبدو محصول الذرة ُمهددا بالانخفاض بنسبة 10% في أكبر 4 دول مُصدّرة له في العالم وهي الولايات المتحدة والبرازيل والأرجنتين وأوكرانيا، في حال ارتفعت متوسطات درجة الحرارة بمقدار درجتين مئويتين.
وتبعا لذلك، ترتفع احتمالات الانخفاض المتوقعة في إنتاج الذرة إلى مستويات كارثية تصل إلى 86% إذا ما ارتفعت درجات الحرارة بمقدار 4 درجات مئوية، وهذا رقم ممكن بحلول نهاية القرن.
وبشكل عام، يُتوقع بحلول عام 2100 أن ينخفض إنتاج الولايات المتحدة من الذرة إلى النصف إذا ما استمر ارتفاع درجات الحرارة.
- البطاطس المقلية
تحتل الصين والهند وروسيا وأوكرانيا اليوم صدارة الدول المنتجة للبطاطس، لكن هذه الثمرة باتت مهددة بشكل غير مسبوق، فالانبعاثات المتزايدة تهدد بانخفاض غلة درنات البطاطس بنحو 26% بحلول عام 2085، كما تهدد باستحالة زراعتها في بعض المناطق، مثل البيرو، موطنها الأصلي، ومحل زراعة الأنواع المتنوعة منها.
ومن أجل مواجهة هذا الوضع، تجري اليوم محاولات لتحسين قدرة البطاطس على الصمود في مواجهة التغيير المناخي، وهي المحاولات التي ستحدد مصير أطباق البطاطس اللذيذة في مختلف أنحاء العالم.
- الشوكولاتة أيضا
يمكن لتغير المناخ أن يقضي تماما على نبات الكاكاو بحلول عام 2050، الذي نحصل على نحو 50% منه من دولتَي غانا وساحل العاج، إذ تتزايد صعوبة زراعة الكاكاو وإنتاجه في ظل ارتفاع درجات الحرارة وتأرجح هطول الأمطار والرطوبة في المناطق الاستوائية التي تعتبر المناخ المثالي لزراعة هذا النبات.
ومنذ سنوات خلت، أدركت شركة “MARS” (مارس)، إحدى الشركات العملاقة المنتجة لألواح الشوكولاتة، خطر تغير المناخ على زراعة الكاكاو، حيث قادت رفقة باحثين من جامعة كاليفورنيا محاولات تطوير تكنولوجيا لمساعدة النبات على البقاء، وهو الأمر الذي يستغرق وقتا، وحتى ذلك الحين فلا يزال الخطر يتهدد الشوكولاته التي يعشقها الملايين حول العالم.