أطلق نشطاء ومستهلكون على منصات التواصل الاجتماعي نداءات إلى السلطات المعنية من أجل تعزيز المراقبة الصحية لمنتوج “الدلاح”، وذلك بعد الحادثة التي وقعت يوم الأحد الماضي بدوار تابع لجماعة مشرع العين في إقليم تارودانت، والتي أسفرت عن إصابة عدد من السكان، غالبيتهم أطفال، بالتسمم.
ومن جهتها، دعت بعض الجمعيات إلى إطلاق حملات تحسيسية توجه المواطنين نحو طرق اقتناء الفواكه وتخزينها بشكل آمن، خاصة في ظل الارتفاع الملحوظ في درجات الحرارة، الذي يسرع من تكاثر البكتيريا والميكروبات داخل الفواكه المكشوفة أو المخزنة بشكل غير ملائم.
وبينما لا تزال نتائج التحاليل المخبرية المرتبطة بحادثة تارودانت قيد الانتظار، عاد إلى الواجهة النقاش المتجدد حول جودة المنتجات الفلاحية الموسمية، وضرورة إرساء نظام تتبع فعال يضمن سلامة المستهلك في مختلف مراحل السلسلة الغذائية.
وتعد فاكهة البطيخ الأحمر من أكثر المنتجات الفلاحية رواجا خلال فصل الصيف بالمغرب، إذ تستهلك بكثافة في المدن والقرى على حد سواء، نظرا لطراوتها وسعرها المتاح نسبيا.
ومع حلول موسمه، يملأ “الدلاح” الأسواق الشعبية وعربات الباعة المتجولين، ما يجعله عرضة لعوامل عديدة قد تؤثر على جودته، خاصة عندما يعرض تحت أشعة الشمس المباشرة، أو ينقل من مناطق الإنتاج إلى الأسواق دون احترام معايير السلامة الصحية.
وتفاعلا مع هذا الموضوع، كشف علي شتور، رئيس الجمعية الوطنية للدفاع عن حقوق المستهلك، أن ارتفاع درجات الحرارة خلال فصل الصيف يؤدي إلى ازدياد حالات التسمم الغذائي، خاصة في المغرب.
وأوضح شتور أن هذه الظاهرة تعزى إلى عوامل عدة، من بينها سوء تخزين الأطعمة، وتناولها من مصادر غير موثوقة، مثل الأسواق العشوائية ومحلات الوجبات السريعة غير المراقبة.
وأكد ذات المتحدث أن الفواكه الصيفية تعد من أكثر الأطعمة عرضة للتلوث البكتيري، لا سيما حين تعرض في أماكن غير مغطاة وتحت أشعة الشمس المباشرة.
وشدد الفاعل المدني على أهمية غسل هذه الفواكه جيدا وتبريدها قبل تناولها، باعتبار ذلك من الخطوات الأساسية التي تقلل من خطر الإصابة بالتسمم الغذائي.
ومن جهة أخرى، نبه رئيس الجمعية إلى أن من بين البكتيريا الشائعة التي تتسبب في التسمم الغذائي خلال الصيف، السالمونيلا، والإشريكية القولونية، والكامبيلوباكتر، وهي كائنات دقيقة قد تنمو بسرعة في الأطعمة إذا لم تحترم شروط النظافة والحفظ.
وخلص المدافع عن حقوق المستهلك إلى التأكيد على أن الوقاية من هذه المخاطر تبدأ من وعي المستهلك بطرق الشراء السليمة، وتمر عبر مراقبة صارمة من الجهات المختصة لمسارات التوزيع، خاصة في الفترات التي تشهد ارتفاعا في درجات الحرارة.
التعاليق (0)