وجه الناشط البيئي والإعلامي المتخصص في قضايا الواحات والتنمية المستدامة، محمد التفراوتي، رسالة مفتوحة عبر وسائل الإعلام إلى رئيس مجلس جهة سوس ماسة، يناشده من خلالها بتفعيل الاتفاقية الخاصة بحماية واحات طاطا من الحرائق، والتي وقعت منذ أكتوبر 2022، دون أن ترى طريقها إلى التنفيذ، رغم تكرار الكوارث البيئية التي تشهدها المنطقة. تأتي هذه الرسالة تبعا للحريق المهول الذي اندلع يوم أمس بواحة “امغي أكاير لهنا”، مهدداً الثروة النباتية الفريدة التي تزخر بها الواحات.
في مستهل رسالته، وتحت عنوان “دعوة عاجلة لتفعيل الاتفاقية الخاصة بحماية واحات طاطا من الحرائق”، أكد التفراوتي أن حريق “امغي أكاير لهنا” بإقليم طاطا، الذي التهم مساحات شاسعة من النخيل والأشجار المثمرة، يبرز الحاجة الملحة لتفعيل الاتفاقية الجهوية الموقعة منذ ما يقارب ثلاث سنوات. وشدد على أن مجلس الجهة شريك رئيسي في هذه الاتفاقية الهادفة إلى حماية وتأهيل واحات طاطا، والتي “ما تزال إلى حدود اليوم دون تفعيل فعلي على أرض الواقع”.
ووصف التفراوتي حرائق الواحات بأنها “لم تعد أحداثاً موسمية معزولة، بل تحولت إلى كابوس متكرر، تتوالى بسببه الخسائر سنة بعد أخرى”. وأعرب عن أسفه لعدم القدرة على إحصاء عدد الحرائق أو المساحات التي تذهب ضحية النيران، مشيراً إلى أن كل حريق يندلع يعيد طرح الأسئلة ذاتها بإلحاح: “أين تفعيل الاتفاقية؟ أين الإجراءات الوقائية؟ أين الدعم الموعود للساكنة المتضررة؟”
ولفت الناشط البيئي إلى أن الاتفاقية الجهوية التي جمعت بين الجهة والعمالة والوزارات المعنية ومؤسسات التنمية، كان الهدف منها وضع حد لهذا النزيف البيئي والاقتصادي والاجتماعي. إلا أن، “رغم كل ما حملته من طموح والتزام، لا تزال حبيسة الرفوف، في وقت تتعرض فيه الواحات لأضرار لا يمكن تعويضها”، وفق تعبير الرسالة.
واختتم التفراوتي رسالته، التي جاءت “نيابة عن أصوات ميدانية واعية بخطورة الوضع”، بدعوة مجلس جهة سوس ماسة إلى “التحرك العاجل لتفعيل الاتفاقية في أقرب الآجال”. ودعا إلى إطلاق مشاريع الوقاية من الحرائق، ودعم أدوات الإنذار المبكر، وتجهيز مراكز الإطفاء، وتحفيز مشاركة المجتمع المحلي في حماية مجاله البيئي، مؤكداً أن “الوضع لم يعد يحتمل المزيد من التأجيل، لأن استمرار التأخر لا يعني سوى مزيد من الفقدان، ومزيد من تدهور المنظومة الواحية، وما يرتبط بها من استقرار اجتماعي وأمن غذائي”.
التعاليق (0)