تنفست دول حلف شمال الأطلسي الصعداء بعد إعلان الرئيس البولندي، أندريه دودا، أن الصاروخ الذي وقع داخل أراضي الدولة أطلق من أوكرانيا، مؤكدا أنه “ليس هجوما متعمدا” من جانب روسيا.
وقال الرئيس البولندي أن “الدفاعات الأوكرانية هي مصدر الصاروخ بصورة شبه مؤكدة”، واصفا هذا الحادث الذي أودى بحياة شخصين ب”المؤسف للغاية”.
وأوضح ذات المتحدث أن “الصاروخ الأوكراني كان يستهدف هجوما صاروخيا روسيا قادما”، معتبرا أن “وفاة مواطنين بولنديين اثنين أمر مأساوي، ولكن تم الاعتراف به باعتباره ضررا جانبيا مؤسفا للدفاع عن النفس في أوكرانيا”.
وشدد الرئيس على أن “هذا الحادث يسلط الضوء على التهديد المستمر الذي تشكله هجمات الصواريخ الروسية المتهورة والوحشية ضد البنية التحتية الأوكرانية والسكان المدنيين”.
وجاءت تصريحات الرئيس البولندي بعد الترقب والقلق الذي ساد في صفوف دول حلف شمال الأطلسي وحليفتها واشنطن، والتي أكدت منذ بدء الحرب الروسية على أوكرانيا أنها ستدافع عن كل شبر من أراضي دول الناتو.
وإلى جانب ذلك، أثار انفجار هذا الصاروخ قلقا عالميا ومخاوف من امتداد الحرب في أوكرانيا إلى البلدان المجاورة، والتي زادت من وتيرة تأهبها العسكري كرد فعل تحسبي.
خطوات متسارعة
فور الإعلان عن سقوط صاروخ داخل الأراضي البولندية، اجتمع قادة الدول الأعضاء بحلف الناتو من المشاركين في قمة الـ20 بمدينة بالي بإندونيسيا، حيث أدان قادة كل من الولايات المتحدة وكندا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا واليابان وهولندا وإسبانيا والمملكة المتحدة “الهجمات الصاروخية التي وجهتها روسيا للمدن الأوكرانية والبنية التحتية المدنية”.
وفي سياق متصل، أعرب القادة عن دعمهم لبولندا، كما جددوا تأكيدهم على “الدعم الثابت لأوكرانيا والشعب الأوكراني في مواجهة العدوان الروسي المستمر”، معربين عن “استعدادهم لمحاسبة روسيا على هجماتها الوقحة على المدن الأوكرانية”.
روسيا تتحمل المسؤولية
تفاعلا مع ذات الموضوع، اعتبر أستاذ العلاقات الدولية والخبير العسكري في أكاديمية ويست بوينت العسكرية، روبرت بيرسون، أن روسيا تتحمل مسؤولية الصاروخ الذي سقط على بولندا، إذ أنه “لو لم تكن موسكو تطلق النار على أهداف قريبة جدا من حدود حلف شمال الأطلسي، لما اضطرت أوكرانيا للدفاع عن نفسها بصاروخ مضاد”.
وتوقع بيرسون أن يؤدي هذا الحادث إلى زيادة الضغط على الولايات المتحدة وغيرها من حلفاء الناتو للرفع من وتيرة تسليح أوكرانيا، وذلك عبر إرسال أنظمة إضافية مضادة للصواريخ والطائرات من دون طيار، باعتبار أن “هذا هو أكثر ما تحتاجه أوكرانيا بشكل عاجل للدفاع عن مدنها وعن البلدان المجاورة في المستقبل”.
أمريكا تتجه نحو زيادة تسليح كييف
أكد وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن، أن بلاده تعمل على بذل “المزيد من الجهد لتلبية احتياجات الدفاع الجوي العاجلة في أوكرانيا، والتي من الممكن أن تساعد في حماية البنية الأساسية للطاقة في أوكرانيا وتوفير الحرارة والدفء لأطفالها”.
وشدد أوستن خلال كلمة أمام الاجتماع السابع لمجموعة الاتصال الدفاعية الأوكرانية، على تفهم واشنطن “لاحتياجات أوكرانيا الأكثر إلحاحا”.
وأشار الجنرال إلى أن “روسيا تواجه انتكاسة تلو الأخرى في ساحة المعركة، وتضع المدنيين الأوكرانيين والبنية التحتية المدنية في مرمى أنظارها”، مؤكدا أن “أمريكا ودول الناتو ستكون إلى جانب كييف حتى نهاية المطاف”.
يذكر أن الرئيس الأميركي جو بايدن كان قد أعلن الإثنين الماضي عن حزمة جديدة من المساعدات الأمنية الأوكرانية بقيمة 400 مليون دولار، ليبلغ إجمالي المساعدات العسكرية الأميركية المقدمة لكييف نحو 18.6 مليار دولار، منذ بداية الحرب الروسية في 24 من شهر فبراير الماضي.