استنكر محمد الغلوسي، المحامي بهيأة مراكش ورئيس الجمعية المغربية لحماية المال العام، ما ورد في أحد برنامج الرمضانية التي تبثها القنوات العمومية، بعد إساءته لمهنة المحاماة في المغرب بهدف إضحاك المشاهدين.
وطالب الغلوسي المجلس الأعلى للحسابات بافتحاص مالية القطب العمومي المسير للقنوات المغربية، وذلك استجابة لمطالب فئة كبيرة من المغاربة ممن يتهمون هذه القنوات بهدر المال العام مقابل إنتاج الرداءة.
واتهم الغلوسي في تدوينة على مواقع التواصل الاجتماعي السلسلة التلفزيونية التي تعرض على القناة الأولى تحت عنوان”قهوة نص نص” بـ “تسريب رسائل مسمومة حول مهنة المحاماة، بغرض إدخالها إلى البيوت المغربية من أجل محو الدور التاريخي للمحامين والمحاميات في الدفاع عن الحقوق والحريات وفضح الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان على مر التاريخ”.
وشدد الغلوسي على أن المحامين “كانوا ولازالوا ذلك الصوت الذي يجهر بالحق ويتصدى بسلاح القانون لكل التجاوزات التي قد تحصل هنا أوهناك”، مضيفا أن “المحاماة أكبر من أن تنال منها التفاهة والرداءة التي تسوق في كل مكان ولم تجد من يقبل عليها وتصرف عليها أموال طائلة من جيوب المغاربة”.
هذا، ودعا الغلوسي القائمين على الشأن الإعلامي في المغرب، وعلى رأسهم فيصل العرايشي بالتحديد، إلى “تصويب الكاميرات قليلا للمطبخ الداخلي لقنوات القطب العمومي المتجمد، والذي يستنزف أموالا طائلة لإشاعة التفاهة عوض تصويبها لتلطيخ صورة رسالة الدفاع وتعبيد الطريق لكل أشكال التحكم في المجتمع” .
وأضاف الغلوسي أن المسؤولين على قنوات القطب العمومي مصرون على “إنتاج الحموضة”، وذلك باعتبار أن “أي تقرير سينجز مستقبلا سيكون مصيره نفس مصير التقارير التي همت ذات القطب ولم تر طريقها إلى المحاسبة”.
واتهم الغلوسي في ذات التدوينة التي فتحت النار على قنوات القطب العمومي بأن هذه الأخيرة سعت جاهدة في ما مضى للنيل من سمعة المعلم والمدرسة العمومية، قبل أن تقوم باستهداف المحامين، مضيفا أن ذلك يتم وفق “مخطط غير بريء يهدف إلى إخضاع المجتمع للفساد والريع وهدم كل مقومات الثقة في رموزه، من أجل فسح المجال للتفاهة والتسطيح لتكتسح كل العقول”.