باشرت جهة سوس ماسة بعثة اقتصادية مهمة إلى مدينة قادس الإسبانية يومي 28 و29 أبريل 2025، في إطار جهود استراتيجية تهدف إلى تعزيز التبادل التجاري وتطوير الربط البحري بين أكادير والأندلس.
وشارك في هذه المبادرة وفد رفيع المستوى يضم 40 شخصية اقتصادية ومؤسساتية، يمثلون غرفة التجارة والصناعة والخدمات لسوس ماسة، وهيئة ميناء خليج قادس، إلى جانب عدة شركاء من كلا البلدين. وتندرج هذه البعثة ضمن الدينامية التي أعقبت زيارة وفد رجال الأعمال الإسبان إلى أكادير في نوفمبر 2024، والتي فتحت آفاقًا جديدة أمام الشراكة الثنائية.
ويقود الوفد المغربي السيد سعيد ضور، رئيس غرفة التجارة والصناعة والخدمات لسوس ماسة، بدعم سياسي ومؤسساتي وازن على المستويات الوطنية والجهوية والمحلية. ويضم الوفد أعضاء من المكتب المسير للغرفة، ومديرها وطاقمها الإداري، إلى جانب تمثيلية رسمية لسفيرة المملكة المغربية في مدريد، وسفيرة المملكة الإسبانية بالرباط، والقنصل العام للمغرب بالجزيرة الخضراء.
وتعكس مشاركة ممثلين عن وزارتي التجارة والصناعة والمالية المغربية، والأدوار المحورية التي تقوم بها هيئة ميناء أكادير، الأهمية القصوى التي توليها الحكومة لهذا المشروع الاقتصادي. كما يحظى الوفد بدعم ومواكبة من مجلس جهة سوس ماسة، من خلال حضور نائب رئيس الجهة المكلف بالتعاون والعلاقات الدولية، بمساعدة طاقم المديرية الجهوية للمركز الجهوي للاستثمار، ورئيس الاتحاد العام لمقاولات المغرب بجهة سوس ماسة، ونائب رئيس جماعة أكادير.
وتضمن برنامج البعثة حفل افتتاح رسمي حضره مسؤولون من الجانبين، تلاه نقاش موسع حول الدور الاستراتيجي لميناء قادس وفرص تطوير الخط البحري بين أكادير وقادس، مع استحضار الاندماج المحتمل لهذا المشروع في المبادرة الإقليمية للطريق السريع البحري الرابط بين أبيدجان وبورتسموث.
ومن المرتقب أن يتم توقيع اتفاقية تعاون بين غرفة التجارة بقادس وغرفة التجارة والصناعة والخدمات لسوس ماسة، ما من شأنه إرساء أرضية مشتركة لتعزيز المبادلات التجارية، تحفيز الاستثمارات، وتهيئة بيئة داعمة للنمو الاقتصادي.
كما برمجت البعثة لقاءات ثنائية بين الفاعلين الاقتصاديين المغاربة والإسبان، إلى جانب زيارات ميدانية للمنشآت المينائية والمنطقة الحرة بقادس، وجلسات عمل مكثفة بين مسؤولي الهيئات الجهوية، بهدف تبادل الخبرات وبناء شراكات عملية ومستدامة.
ويراهن المنظمون على أن تسهم هذه الخطوة في إحياء الخط البحري أكادير-قادس، الذي يمثل بديلاً حيويًا لتجاوز تحديات الازدحام في موانئ الجزيرة الخضراء وطنجة المتوسط، خصوصًا فيما يتعلق بالنقل السريع ومنخفض الكلفة للمنتجات الزراعية نحو أوروبا.
كما يأتي هذا المشروع في سياق رؤية أشمل ترمي إلى تعزيز موقع جهة سوس ماسة كمحور تجاري استراتيجي يربط إفريقيا بأوروبا، مستفيدًا من مشاريع البنية التحتية الكبرى بالمنطقة، وعلى رأسها ميناء أكادير الجاف الجديد والمنطقة اللوجستية بأيت ملول.
وأكد البشير أحشموض، النائب الأول لرئيس غرفة التجارة والصناعة والخدمات لسوس ماسة ومنسق لجنة تنظيم البعثة الاقتصادية إلى الأندلس، أن هذه المبادرة تمثل خطوة مفصلية في مسار تطوير العلاقات الاقتصادية الخارجية للجهة، داعيًا مختلف الفاعلين إلى مواصلة دعم هذا التوجه الطموح.
التعاليق (0)