يستعد مهنيو قطاع النقل الطرقي لخوض احتجاجات عارمة بداية الأسبوع المقبل، وذلك في سياق المطالبة باعتماد الغازوال المهني وتسقيف أسعار المحروقات، عوض صيغة الدعم المعتمدة حاليا.
وأعرب عدد من المهنيين في مناسبات مختلفة عن تذمرهم من الدعم الذي تقدمه الحكومة في سياق ارتفاع أسعار المحروقات، والذي بلغ حتى الآن 4 مليارات و236 مليونا و799 ألفا و700 درهم.
في هذا السياق، أكد منير بنعزوز، الكاتب العام للنقابة الوطنية لمهنيي النقل الطرقي، المنضوية تحت لواء الكونفدرالية الديمقراطية للشغل، أن “الوقفات الاحتجاجية المعلن عنها تأتي من أجل المطالبة بتسقيف أسعار المحروقات”، مبرزا أن “البداية ستكون من أقاليم جهة سوس ماسة، في تعميمها في باقي التراب الوطني”.
وأوضح ذات المتحدث أن “الدفعة التاسعة من الدعم التي أقرتها الحكومة جاءت في سياق إعلان النقابة خوضها احتجاجات من أجل تسقيف أسعار المحروقات”، مشيرا إلى أن “الدعم الحكومي يشهد ارتباكا كبيرا، حيث إن هناك دفوعات دعم عديدة متأخرة، فضلا عن أن بعض المهنيين لم يتوصلوا بأي دفعة”.
وشدد ذات المتحدث على أن “التراجع عن الخطوات المعلن عنها أمر غير ممكن”، مؤكدا أن “الاحتجاجات ستستمر في حالة غياب حوار جاد ومسؤول يحقق المطالب”.
ومن جهته، سجل الصديق بوجعرة، رئيس الاتحاد النقابي الطرقي، التابع للاتحاد المغربي للشغل، أن “الدعم الحكومي لقطاع النقل يبقى غير قادر على تغطية جميع المصاريف”، مؤكدا أن “الحل النهائي هو اعتماد الغازوال المهني”.
أما فيما يخص الأنباء المتداولة حول ارتفاع أسعار المواد الغذائية في السوق المغربية بسبب أزمة المحروقات، كما صرح بذلك بعض الباعة والتجار، فقد أكد بوجعرة أن “وسائل النقل لا علاقة لها بهذا الموضوع”.
وسجل ذات المسؤول النقابي أن “سوق الخضر والفواكه يشهد مضاربات كبيرة، فيما يلجأ البائعون والسماسرة إلى ربط الغلاء بمهنيي النقل”، مشددا على أن “هذا الأمر ليس صحيحا”.
وأبرز ذات المتحدث أن الغلاء مرتبط بمضاربات “تجار الأزمات”، ولا علاقة له بمهنيي النقل، مؤكدا أن “البعض يستغل الظرفية الحالية لإقرار زيادات غير معقولة”.
وشدد النقابي نفسه على أن “الحكومة هي المكلفة بالبث في الموضوع”، وطالبا إياها بالتدخل من أجل إنهاء هذا الوضع قريبا.
يذكر أن مصطفى بايتاس، الوزير المنتدب لدى رئيس الحكومة المكلف بالعلاقات مع البرلمان الناطق الرسمي باسم الحكومة، كان قد أكد في ندوة صحفية، يوم أمس الخميس، استمرار الحكومة في دعم مهنيي النقل لمواجهة ارتفاع أسعار المحروقات، مؤكدا “عزمها صرف دفعة تاسعة”.
وعلى الرغم من استمرار هذا الدعم، إلا أن أسعار العديد من المواد الغذائية آخذة في الارتفاع بشكل صاروخي، حيث يربط بعض التجار الأمر بارتفاع أسعار المحروقات، بينما يرفض مهنيو نقل السلع اعتبارهم سببا مباشرا في ارتفاع الأسعار، ويتهمون تجار الأزمات باستنزاف القدرة الشرائية للمغاربة.