بالقرب من الاستوزار: مسار الدكتور عمر حلي بعنوان “ما أكبر الفكرة .. ما أكبر الرجل
أن يتم تعيين الدكتور عمر حلي وزيرا للتعليم العالي والبحث العلمي أو وزيرا للثقافة والفنون، فهذا يعني ببساطة أننا نؤسس لخصلة الإعتراف بالكد والجد والتفاني ولثقافة تقدير التميز والاجتهاد. إذ ليس هناك من يملك مسارا متفردا بالبذل والعطاء مثلما يملك الأستاذ عمر حلي.
فهو ذاك المثقف، خريج المدرسة العمومية وسليل العمل الجمعوي الفني والثقافي بأكادير، عاشق الركح والمولوع بالغيوان وإزنزارن والعضو النشيط بنادي المشهد السينمائي، جاور كبار المسرحيين من أمثال الطيب الصديقي وعبد القادر عبابو وثلة من الفنانين المبدعين والمثقفين الألمعيين والوزراء والسياسيين.
ساهم في تأسيس ومواكبة نجاح عدة مشاريع ثقافية وفنية من قبيل مهرجان السينما والهجرة ومنتدى الجنوب ثقافات المنظم للمهرجان الدولي للفنون والثقافات (الفياك) والمهرجان الدولي للمسرح الجامعي بأكادير، وهو الأستاذ الجامعي الذي ارتقى بمساره المهني بجامعة ابن زهر وتقلد عدة مناصب وتحمل عدة مسؤوليات بدءا برئاسة جامعة ابن زهر لولايتين وعضوية المجلس الأعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي، مرورا بالعضوية كمستشار لدى الوزير المنتدب المكلف بالتعليم العالي والبحث العلمي ووصولا للعضوية كمستشار لدى المدير العام لمنظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة – الإيسيسكو المكلف بإتحاد الجامعات الإسلامية.
ليس هناك من يستحق هذا التتويج أكثر من سي عمر، وإن كان هناك من لا يعرف هذا الرجل حق المعرفة، فليتجاوز حدود سوس ماسة، التي تشهد طرقاتها ومساراتها على سفرياته المكوكية بربوعها وإنجازاته الكبيرة بأقاليمها، إلى آفاق الصحراء الرحبة وليسأل عنه أهل الصحراء وأعيان قبائلها فنضالاته من أجل طلبة الجنوب وصيت علاقته الخاصة والطيبة بالساكنة هناك يشهد بها الجميع.
عمر حلي مجبول على الإقدام في العمل موسوم بالمبادرة والإبتكار، يتفرد بقدرة هائلة على تمييز الأفكار الخلاقة والمشاريع الناجحة وشحذ الهمم وإستقطاب الكفاءات العالية.
عمر حلي، راعي فكرة “غيلاد” التي تعني “الآن” بالأمازيغية بما تحمله هذه الكلمة من حث على المبادرة والإقدام، سيمثل، في حال إستوزاره، قيمة مضافة عالية للتعليم وللثقافة والفنون وسينتمي، بطبعه، لتلك القلة القليلة من الوزراء الذين مروا بتاريخ حكومات المغرب واشتهروا بإبداع الحلول وابتكار البدائل.