أدى أمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس، صلاة الجمعة بمسجد خالد بن الوليد بمدينة أكادير.
وفي مستهل خطبته، استحضر خطيب الجمعة ما أولاه سلاطين الدولة العلوية الشريفة من عناية لمدينة أكادير وجهاتها، وما أسدوه لها من معروف على امتداد العهود، “فما أن بويع السلطان المولى رشيد حتى نزل إلى جنوب المملكة يستكمل البيعة ويعزز الوحدة، فاستقبله سكان القبائل مبايعين مرحبين وهو في طريقه إلى بلدة إيليغ”.
وأوضح أن رعاية خلفائه من السلاطين العلويين “استمرت بعين يقظة، يفتحون مرسى أكادير للتجارة إذا أمنوا حمايتها من الأطماع الأجنبية ويغلقونها إذا تجددت هذه الأطماع من جهة البحر”، مشيرا إلى أن تأسيس السلطان سيدي محمد بن عبد الله لمرسى الصويرة جاء في هذا السياق.
كما أعاد المولى سليمان النشاط إلى أكادير، مرسى تصدير الحبوب التي كانت أوربا في حاجة إليها، خلال السنوات الموالية للثورة الفرنسية.
وفي القرن العشرين، يضيف الخطيب، يذكر التاريخ ما كان لجلالة الملك محمد الخامس من رحلة لمدينة أكادير، لما أصابها الزلزال، “حيث واسى المصابين وأمر برصد كل الإمكانيات اللازمة لإعادة إعمار المدينة”.
كما تشهد المعالم على ما تحقق في عهد الملك الراحل الحسن الثاني، من توسع في عمران المدينة ومن ارتقاء بمؤسسات الإقليم في جميع الميادين وما نتج عن ذلك من تحسن في ظروف معيشة المواطنين.
وأكد أن المدينة والجهة قد شهدتا في عهد صاحب الجلالة الملك محمد السادس، وخلال عشرين عاما، أنواعا من الأنشطة والمنجزات في جميع الآفاق والمجالات، مشددا على أن الطموح والحرص الملكيين على المضي في البناء والإصلاح بهذه الجهة قد جاء التعبير عنه بليغا في الخطاب السامي بمناسبة الذكرى الـ44 للمسيرة الخضراء، إذ قال جلالة الملك : “ليس من المعقول أن تكون جهة سوس -ماسة في وسط المغرب وبعض البنيات التحتية الأساسية تتوقف في مراكش رغم ما تتوفر عليه المنطقة من طاقات وإمكانات”.
وذكر بأن التاريخ سجل للملوك العلويين الأماجد أن نهوضهم بأعباء الملك، والوقوف في وجه الأطماع، والذود عن حوزة الوطن، لم يكن ليلهيهم عن البناء والتشييد والإصلاح، والاهتمام بالرعية وتفقد أحوالها، وخير شاهد على ذلك هذه الانطلاقة الجديدة التي أمر بها أمير المومنين وأشرف على التوقيع على اتفاقيتها لصالح مدينة أكادير والجهة.
وفي الختام، تضرع الخطيب إلى الله عز وجل بأن ينصر أمير المومنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس، وبأن يقر عين جلالته بولي عهده صاحب السمو الملكي الأمير مولاي الحسن، ويشد أزره بشقيقه صاحب السمو الملكي الأمير مولاي رشيد، ويحفظه في سائر أفراد أسرته الشريفة.
كما تضرع إليه جل في علاه، بأن يتغمد برحمته الواسعة الملكين الفقيدين محمدا الخامس والحسن الثاني، وبأن يجعلهما في مقعد صدق عنده، ويجزيهما بما هو أهله.