أعلنت حركة جيش تحرير السودان التي تسيطر على المنطقة أنّ انزلاقًا أرضيًا ضخمًا محا بالكامل قرية ترسين شرق جبل مرّة، قرب منطقة سوني في إقليم دارفور غرب السودان، ما أسفر ، وفق المعطيات الأولية، عن مقتل أكثر من ألف شخص من الرجال والنساء والأطفال، ولم ينجُ سوى شخص واحد. وقع الحادث يوم الأحد بعد هطول أمطار غزيرة على مدى الأيام الأخيرة من غشت، ووُصِف بأنه من أسوأ الكوارث الطبيعية في تاريخ السودان الحديث.
وقالت الحركة في بيانها إن القرية «سُوِّيت بالأرض تمامًا»، مناشدةً الأمم المتحدة والمنظمات الإقليمية والدولية التدخّل العاجل للمساعدة في انتشال الجثامين من تحت الركام. وأكد حاكم إقليم دارفور مني أركو مناوي على حسابه في فيسبوك أن ما وقع «مأساة إنسانية تفوق حدود الإقليم»، داعيًا إلى دعم إغاثي سريع يفوق إمكانات السكان المحليين. كما أشار قياديون محليون إلى أضرار جسيمة في الممتلكات دون تقديم حصيلة رسمية بديلة حتى الآن. وتؤكد تقارير ميدانية أن وعورة التضاريس والأوضاع الأمنية في دارفور تعرقل وصول فرق الإنقاذ والمساعدات.
تقع جبال مرّة، وهي سلسلة بركانية وعرة تمتد نحو 160 كلم ، في منطقة تشهد نزاعًا مسلحًا منذ 2023، ما جعلها ملاذًا لآلاف الأسر النازحة، وزاد من صعوبة الاستجابة الإنسانية. وقد وثّقت وكالات دولية مرارًا القيود على الوصول وحجم الاحتياجات في دارفور خلال الأشهر الماضية. وبحسب تقارير دولية حديثة، فإن تعذّر الوصول وانتشار العنف والمجاعة يعقّد إدارة الكوارث الطبيعية عندما تقع، كما في حالة ترسين.
ملاحظة تحريرية: حصيلة الضحايا ما تزال أولية صادرة عن الجهة المسلحة المسيطرة على المنطقة، وقد تتغير مع تقدّم أعمال البحث والتوثيق الرسمية.