تشهد منصات التواصل الاجتماعي، ولا سيما مجموعات “فيسبوك” وتطبيق “واتساب”، موجة مقلقة من الإعلانات المشبوهة التي تروج لخدمات الغش وتسريب أجوبة امتحانات ولوج المعاهد العليا للتمريض وتقنيات الصحة، مقابل مبالغ مالية وعمولات يدفعها المترشحون أو أولياؤهم.
وتنشر هذه الصفحات، سواء كانت مفتوحة للعموم أو مغلقة، محتوى يَعِد بأجوبة “مضمونة 100%” مقابل أداء مالي، مدّعية أنها صادرة عن أساتذة جامعيين أو أطراف موثوقة داخل مراكز الامتحانات. وتستغل هذه الجهات غير المشروعة حالة القلق والتوتر التي ترافق المترشحين في فترة الاستعداد للامتحانات، مقدمة إغراءات خادعة تتضمن وعودا بإرجاع الأموال في حالة الرسوب، في محاولة للاحتيال على الطلبة وأسرهم.
وفي هذا السياق، نبّه أعضاء من النقابة الوطنية للصحة العمومية إلى خطورة الانسياق وراء مثل هذه الادعاءات الزائفة، مؤكدين أن الأمر لا يعدو كونه “عملية نصب واحتيال محكمة”، تستهدف استغلال الثقة والضغط النفسي الذي يعيشه المترشحون.
كما حذروا من أن انتشار هذه الظواهر المشينة يمس بمبدأ تكافؤ الفرص بين المترشحين، ويُسهم في تقويض مصداقية المسارات الأكاديمية في قطاع حساس مثل قطاع التمريض، الذي يقوم على أسس من الكفاءة والمسؤولية والأخلاقيات المهنية.
ودعت النقابة الجهات الوصية إلى التحرك العاجل عبر تكثيف الرقابة الرقمية، ورصد الصفحات والمجموعات المشتبه فيها، مع اتخاذ إجراءات قانونية صارمة في حق المتورطين. كما شددت على أهمية تنظيم حملات توعوية وتثقيفية تستهدف الطلبة، لتحذيرهم من الوقوع في شباك هذه العصابات الإلكترونية.
وأمام تزايد خطورة ظاهرة الغش في الامتحانات، بات من الضروري تعزيز ثقافة النزاهة والشفافية في الوسط التعليمي، مع التركيز على قيم الاجتهاد والاستحقاق، فالرهان على الغش لا يهدد فقط مصداقية الامتحانات، بل يضرب في العمق صورة مهنة نبيلة مثل التمريض، ويؤسس لأجيال قد تفتقر للكفاءة، ما يشكل خطرا مباشرا على صحة المواطنين وسلامتهم.
التعاليق (0)