مباشرة بعد الإعلان عن الأحزاب المشكلة للأغلبية الحكومية، استنفرت الأحزاب المشاركة في الحكومة العثمانية أجهزتها لعقد اجتماعات طارئة وعاجلة يوما بعد آخر، بل من الأحزاب من عقدت اجتماعين في يوم واحد، لتدارس برنامج الحزب ومقترحاته داخل الحكومة، فضلا عن تقديم أسماء الوزراء المرشحين لفائدة رئيس الحكومة المعين، سعد الدين العثماني، للمصادقة عليها من طرف الملك محمد السادس، حيث عقدت لجنة البرنامج الحكومي لحزب الاتحاد الاشتراكي، صباح الاثنين (27 مارس)، اجتماعا، داخل المقر المركزي للحزب في الرباط، لتحديد تصورات الحزب للبرنامج الحكومي.
والتي تشتغل (اللجنة) بناء على توجيهات زعيم حزب الوردة إدريس لشكر، حيث تحدث عنها خلال اجتماع المكتب السياسي للحزب، يوم الأحد (26 مارس)، والذي فوض للشكر “مسؤولية مواصلة المشاورات والحوار مع رئيس الحكومة المعين حول هندسة الحكومة وهياكلها وبرنامجها، ومكانة الحزب داخلها”.
حيث تضم لجنة البرنامج الحكومي كلا من أعضاء المكتب السياسي عبد الكريم بنعتيق، ويونس مجاهد، وإدريس خروز، وسفيان خيرات وبديعة الراضي، والبرلمانية أمينة الطالبي، ورئيسي فريقي الحزب في مجلس النواب ومجلس المستشارين، محمد علمي وشقران أمام، وأعضاء لجنة البرنامج الانتخابي أحمد العاقد وبنيونس المرزوقي.
وشدد المكتب السياسي لذات الحزب، في بلاغ له، على ضرورة “اعتماد الكفاءات والنجاعة والفعالية”، فيما يتعلق بالهيكلة الحكومية، وضرورة مراعاة “برنامج الأغلبية الحكومية للتوافق بين مكوناتها”، وهو الأمر الذي خلف ردود فعل قوية داخل المكتب السياسي للحزب بعدما أشارت تقارير صحفية إلى أن إدريس لشكر قدم ثلاثة مرشحين للاستوزار دون علم المكتب، ويتعلق الأمر، بكل من الكاتب الأول نفسه، وعبد الكريم بنعتيق، ويونس مجاهد، الشيء الذي استدعى عقد اجتماع ثاني للمكتب السياسي للوردة، في أقل من 24 ساعة من يوم أمس الاثنين، حيث اشتدت فيها الأعصاب والمواجهة وتبادل الاتهامات بين الأطراف بعد العلم بهذا الخبر.
فحسناء أبو زيد انفجرت في وجه الكاتب الأول لحزب الوردة، الذي فقد السيطرة على الاجتماع، الذي تحول إلى حلبة لتراشق كلامي بين قيادات الاتحاد، ومرد ذلك إلى علمها، بأن لشكر اقترح أسماء الوزراء المرشحين بدون مشاورة مع البعض الآخر، مفيدة أن زعيم الوردة لم يستثن حتى قياديي الحزب من مناورته، إذ في الوقت الذي أخبرهم أنه ينتظر تفويضهم لفتح ملف الاستوزار، تقدم بثلاثة أسماء مرشحين لحمل حقائب وزارية في حكومة سعد الدين العثماني، دون إخبارهم بالأمر.
المقالات ذات الصلة
اترك تعليقاً