عبد الغني بلوط
في خطوة نوعية تسهم في إحداث تحول جذري في قطاع السياحة، وقّع المكتب الوطني المغربي للسياحة (ONMT) في يوليو 2025 شراكة استراتيجية مع جمعية وكلاء السفر ومنظمي الرحلات السياحية الأوروبية (ECTAA)، التي تمثل نحو 80,000 شركة سياحية في أوروبا، بهدف تعزيز السياحة المستدامة في المغرب وتوسيع حضور المملكة في الأسواق الأوروبية.
تُعد هذه الشراكة فرصة ذهبية للمغرب للولوج إلى شبكة واسعة من وكلاء السفر الأوروبيين، مما يفتح آفاقًا جديدة للترويج المتكامل للوجهة المغربية عبر حملات مشتركة، وأيام دراسية تركز على الإمكانات السياحية المتنوعة للمملكة.
وبالرغم من أن المغرب يحظى بشعبية كبيرة في دول البنلوكس (بلجيكا، هولندا، لوكسمبورغ)، فإن الاتفاقية تهدف إلى تعميم هذا النجاح ليشمل أسواقًا رئيسية أخرى مثل ألمانيا وفرنسا وإيطاليا والمملكة المتحدة، وفقًا لما ورد في تقرير موقع “Travel and Tour World” (تي تي دبليو).
بتاريخ اليوم 12 يوليوز. وحسب التقرير
يضع المغرب الاستدامة في قلب استراتيجيته السياحية، من خلال التركيز على تطوير السياحة التي تراعي البيئة والمجتمعات المحلية. فالشراكة تشجع على السفر المسؤول عبر الترويج للوجهات ذات التأثير البيئي المنخفض، مثل الرحلات الجبلية، وركوب الجمال، وزيارة النُزل البيئية. كما تدعم المبادرات المحلية، مثل الحرفيين وأصحاب بيوت الضيافة العائلية، لتوفير منافع اقتصادية حقيقية ومستدامة للسكان.
ويتماشى هذا التوجه مع التوجهات العالمية نحو السياحة الصديقة للبيئة، ويعزز من صورة المغرب كبوابة طبيعية لأفريقيا، توفر تجارب متنوعة بين المناخ المتوسطي والتراث الثقافي العريق والبنية التحتية المتطورة، ما يجعلها وجهة آمنة وجذابة للمسافرين الأوروبيين الباحثين عن مغامرات جديدة ومستدامة.
كما تشمل جهود المكتب الوطني المغربي للسياحة تعزيز الوعي في السوق الأوروبية من خلال ورش عمل وفعاليات مهنية تتيح لوكلاء السفر التعرف عن قرب على الوجهات الأقل شهرة مثل شفشاون وواحات زاكورة، لتوزيع حركة السياح وتقليل الضغط على المدن الكبرى مثل مراكش والدار البيضاء.
ويُنتظر أن تعزز هذه الشراكة استعدادات المغرب لاستضافة كأس الأمم الأفريقية 2025 وكأس العالم 2030، مما قد يدفع القطاع السياحي إلى نمو ملموس ومستدام في السنوات القادمة. وفقًا للتقرير، شهد المغرب زيادة في أعداد السياح بنسبة 20% خلال عام 2024، ويطمح إلى توسيع هذا الزخم عبر هذه المبادرة المشتركة.
في المجمل، تشكل هذه الاتفاقية مع ECTAA خطوة استراتيجية هامة لمواكبة التحولات العالمية في قطاع السفر، وتكريس المغرب كنموذج للسياحة المستدامة في المنطقة، مما يفتح آفاقًا جديدة للقطاع الاقتصادي والسياحي بالمملكة. وتحويلها من وجهة مفضلة الى خيار اول.
التعاليق (0)