نشر طلبة الحركة الثقافية الأمازيغية بأكادير، تقريرا يتحدث عن ما وقع يوم السبت الماضي، الذي شهد مقتل أحد الطلبة المحسوبين على فصيل الطلبة الصحراويين، بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بأكادير، حيث توفي مباشرة بعد وصوله إلى قسم المستعجلات بمستشفى الحسن الثاني بأكادير.
وكانت اللجنة الإعلامية للطلبة الصحراويين بأكادير، قد اتهمت فصيل الحركة الأمازيغية بقتل زميلهم، داخل كلية الآداب بأكادير.
رد الحركة الثقافية الأمازيغية بأكادير، لم يتأخر كثيرا، وسارعت إلى دفع التهمة عنها، مقدمة رواية تشرح فيها وجهة نظرها لما وقع يوم السبت 19 .
واعتبر طلبة الحركة الأمازيغية، أن نشر فصيل الطلبة الصحراويين لتدوينات على صفحاتهم بفايسبوك “يتوعدون فيها بإراقة الدماء” دليلا كافيا لإدانتهم، كما اعتبر الفصيل أن ممارسات وتهديدات صدرت من الطلبة الصحراويين انتهكت حقوق الطلبة في الكلية، كما تساءلوا في تقريرهم “الضحية طالب بكلية الحقوق فماذا كان يفعل بكلية الآداب صباح يوم السبت؟”، مؤكدين أن ما وقع ليس “مواجهات “بين “الطلبة الأمازيغ” و”الطلبة الصحراويين”، والواقع أن ذلك كان هجوما منظما و مخططا له على الحركة الثقافية الأمازيغية ومناضليها الذين جاءوا للكلية لاجتياز الإمتحانات”.
وهذا نص التقرير كاملا:
“الحركة الثقافية الأمازيغية -موقع أگادير-
تقرير مفصل حول ما حدث يوم السبت 19 ماي 2018 بكلية الآداب والعلوم الإنسانية وقبله بأيام :
إلتزاما منا بالوضوح مع الرأي العام الطلابي، الوطني والدولي نضع بين أيديكم هدا التقرير المفصل حول الأحداث التي شهدتها الساحة الجامعية من اعتداءات على مناضلي الحركة الثقافية الأمازيغية ومحاولة جرها لمستنقع العنف :
– بالتزامن مع الأيام الثقافية التي نظمتها الحركة الثقافية الأمازيغية ابتداء من يوم 16أبريل، كانت العصابة الإجرامية المسماة ب(الطلبة الصحراويين) تفتح دردشات بمقاصف الكليات تهدد فيها مناضلي الحركة بالتصفية على طول الأسبوع.
-تم تمزيق بيانات الحركة الثقافية الأمازيغية وصور المعتقلين والشهداء أكثر من مرة تعاملنا فيها بمسؤولية ونضج لغض النظر عن ذلك.
– قامت هذه العصابة الاجرامية بتعليق صور بعض المجرمين المنفدين لاغتيال الشهيد عمر خالق و تهديد الحركة الثقافية الأمازيغية بالاجتثاث كونها حسب زعمهم السبب في اعتقال هؤلاء كما تم نعت ح.ث.أ بأبشع النعوت وأمام مرأى ومسمع الطلبة والطالبات (عاهرة النظام، ابناء فرنسا، التتاريين، الفاشية)…
– بعد تجاوز ح.ث.أ لهم وعدم الإنجرار لمستوى هذه الشرذمة، فبركت مسرحية تمزيق تلك الصور لشرعنة إجرامهم، فتغاضت الحركة عن السقوط في ذلك المستنقع.
– تمت كتابة اسم الشهيد عمر خالق بساحة الكلية كمحاولة لشحن الأجواء بالساحة و تشويه صورة الحركة وهو ما أتبعته هذه العصابة وعصابة البرنامج المرحلي بالإدانة والتهجم على روح الشهيد عمر خالق و ح.ث.أ ومع ذلك تغاضت الحركة و وضحت في أشكال نضالية براءتها من تلك الممارسات الصبيانية (تمزيق الصور، الكتابة على جدران الكلية بكتابات لا تليق بمقام الشهيد وليلا دون علم أحد)
– بالمقابل قامت هذه العصابة الإرهابية بتشكيل أربعة مجموعات تتكون من حوالي 20 فرد مدججين بالأسلحة وتقوم بتمشيط الأحياء المجاورة للكليات (السلام، الداخلة، ساحة الود )..
– إستفزازات للمناضلين و تهديد بالاغتصاب للمناضلات طوال ثلاثة أسابيع من الترهيب النفسي لمناضلينا، ومع ذلك اخترنا بعقلانية عدم الإنجرار لهدا المتسوى الدنيئ.
– قدوم هاته الشرذمة الى الأشكال الفكرية للحركة الثقافية الأمازيغية و محاولة نسف الأشكال باستفزاز وتهديد المناضلين والطلبة المتواجدين بالأشكال الفكرية لترهيبهم وثنيهم عن الحضور في الأشكال النضالية.
– تهديد طلبة الحركة الثقافية الأمازيغية القاطنين بالحي الجامعي بالتعذيب و القتل اذا لم يتم إخلاء الحي الجامعي.
– يوم الأربعاء 16 ماي ليلا قام 12 شخصا من هذه العصابة الارهابية بملاحقة احد مناضلي الحركة الثقافية الامازيغية بحي السلام ملثمين ومسلحين بغية الإعتداء عليه الا أنه لاذ بالفرار.
– يوم الخميس 17 ماي ليلا قامت هذه العصابة المسماة (الطلبة الصحراويين- التصور الوطني) بالهجوم على مناضلي الحركة الثقافية الأمازيغية بساحة البستان بالحجارة والسيوف مما خلف إصابة حوالي ستة مناضلين.
– تفاديا للسقوط في مستنقع العنف و سعيا لمرور الإمتحانات في أجواء مناسبة قام مناضلو الحركة بإخلاء الكلية يوم الجمعة 18 ماي باستثناء الطلبة الذين سيجتازون الإمتحانات بشعبة الدراسات الأمازيغية.
– بالموازاة مع ذلك قامت هذه العصابة بإنزال لكلية الآداب والعلوم الانسانية وقامت بتعنيف و تفتيش طلبة الدراسات الامازيغية ومن بينهم مناضلي الحركة بالقرب من قاعات الامتحان وبكل أرجاء الكلية كما تمت سرقة هاتف أحد المناضلين، كما تم تهديد مناضلات ح.ث.أ بالاغتصاب في تلك الصبيحة،
-في المساء قامت هذه العصابة بنفس التصرفات بكلية الحقوق و ترهيب المناضلين لكي لا يجتازوا امتحاناتهم في ظروف مناسبة.
– في تلك الليلة (الجمعة 18 ماي) قامت هذه العصابة على مستوى الحي الجامعي بإعلان الحرب على الحركة الثقافية الأمازيغية ونية الهجوم عليها مؤكدة أنها ستستأصل الحركة من موقع أگادير مدعومة بعصابة النهج الديمقراطي القاعدي-البرنامج المرحلي- 86 (ما يسمى سايس-أكادير)
– بعد ذلك مباشرة سيتم إقتحام غرف المناضلين بالحي الجامعي وتخريبها و سرقة ممتلكاتهم والاعتداء على طلبة ناطقين بالأمازيغية بالحي الجامعي.
– طوال تلك الليلة قامت تلك العصابة بجمع الحجارة و إعداد قنينات زجاجية مليئة بمواد حمضية وحارقة ومتفجرات يدوية الصنع إستعداد للهجوم على الطلبة الذين سيجتازون آخر امتحاناتهم بشعبة الدراسات الأمازيغية.
– صباح يوم السبت (آخر يوم في امتحانات الدراسات الامازيغية) على الساعة الثامنة (08:00) خرجت تلك العصابة مع عصابة النهج الديمقراطي القاعدي (سايس-اكادير) من الحي الجامعي محملة بأكياس و صناديق محملة بالحجارة موزعين على مجموعتين لتقوم بتطويق الكلية ومحاصرة الطلبة داخلها لتنفيد الهجوم.
– رغم علم الأمن وإدارة الحي الجامعي وادارة الكليات بذلك لم تقم بأي تحرك لحماية الطلبة الذين سيجتازون الإمتحانات.
– فور وصولهم لباب الكلية قاموا بافراغ الحجارة من الاكياس ورشق الطلبة المتواجدين داخل الكلية بالحجارة.
– استمر الرشق بالحجارة وقنينات الزجاج وإشهار الأسلحة لقرابة ساعة احتمى فيها مناضلو الحركة داخل الكلية مغلقين الأبواب لكي لا يصل إليهم المجرمين مما زرع الرعب في نفوس الطلبة والطالبات الذين خرجوا من قاعة الإمتحان فورا.
– بعد ذلك إنسحب الطلبة والمناضلين تفاديا لوقوع كارثة بعد تلقيهم إصابات بليغة جراء رشقهم بالحجارة من طرف تلك العصابات المسلحة.
– لحدود تلك اللحظات لم تتحرك قوات القمع بكل تلاوينها لحماية الطلبة بل تحركت لشن حملة اعتقالات هوجاء في صفوف طلبة أبرياء و مداهمة للبيوت.
– مباشرة بعد ذلك تم إعلان وفاة أحد هؤلاء المجرمين ونسب ذلك للحركة الثقافية الأمازيغية في محاولة لتغليط الرأي العام بحدوث مواجهات بين “الطلبة الأمازيغ” و”الطلبة الصحراويين” والواقع أن ذلك كان هجوما منظما و مخططا له على الحركة الثقافية الأمازيغية ومناضليها الذين جاءوا للكلية لاجتياز الإمتحانات.
كل هذا يطرح الكثير من التساؤلات التي ستؤكد للرأي العام حجم المؤامرة الساعية لكسر شوكة النضال الأمازيغي السلمي من داخل الجامعة:
– الضحية طالب بكلية الحقوق فماذا كان يفعل بكلية الآداب صباح يوم السبت؟
– حين تتوتر الأجواء بالجامعة تحضر قوات القمع فلماذا لم تتحرك قوات القمع لحماية الطلبة الذين سيجتازون الامتحانات رغم أن المسافة بين الدائرة الخامسة للشرطة والكلية لا تتعدى دقيقة من الوقت؟
– لماذا لم تقم إدارة الكليات بتعليق الإمتحانات ليتم اجتيازها في ظروف مناسبة رغم أنه تم تنبيهها قبل ذلك بأيام بأن هؤلاء يسعون لمنع الطلبة من اجتياز الامتحانات؟
– هناك كاميرات مراقبة بالحي الجامعي وبكلية الآداب والعلوم الإنسانية ستسجل كل صغيرة وكبيرة، فلم الصمت من إدارة الكليات والحي الجامعي؟ فهي مطلعة أكثر على تفاصيل تحركات تلك العصابة الإجرامية بمحيط الحي الجامعي والكليات والكمائن التي كانت تنصبها كل ليلة أمام كلية الآداب وامام الحي الجامعي.
– قبل الحدث نشروا تدوينات على صفحاتهم بفايسبوك يتوعدون فيها بإراقة الدماء أليست هذه أدلة كافية تدينهم؟
– منذ العاشر من ماي وهم ينشرون شهيدا على الأبواب في صفحاتهم أليست إشارة صريحة على كون ذلك مخطط له وهم منفذوه؟
– قبل الحدث بأيام كانوا يقولون في أشكالهم إننا سنعيد سيناريو 2016 بمراكش أليست إشارة أخرى بكون سقوط وموت ضحية مخططا له ؟
– بعد ما حدث تم منع طلبة ناطقين بالأمازيغية من ولوج الكليات واجتياز الامتحانات كما تم تعذيبهم و سحب بطاقات الهوية الخاصة بهم في انتهاك لحقوق الأفراد وحرياتهم.
وتم اختطاف طلبة بالحي الجامعي وتعذيبهم، فلم لم يتحرك الأمن ويحمي الطلبة والطالبات من إرهاب هؤلاء؟
– الوعيد بالتصفية أمام الملأ قبل الحدث و لا تزال فيديوهات بمواقع التواصل الاجتماعي تشهد على ذلك أليست جريمة؟
– رأينا متابعة معتقلي حراك الريف على تدويناتهم الفايسبوكية الداعمة للحراك الإجتماعي بالريف فهل سنرى متابعة هؤلاء أيضا على منشوراتهم التي تؤكد نيتهم في الهجوم ونيتهم في إراقة الدماء؟
إن سلميتنا لم تكن يوما مبنية على الخوف بقدر ما أنها كانت وستظل مبنية على إيماننا التام بضرورة جعل الجامعة فضاء للفكر والمعرفة، وليس فضاء للحروب والصراعات الدموية التي تفرغ فضاء الجامعة من محتواه المعرفي والعلمي. ونجدد دعوتنا كما دعونا منذ 1999 لكل المكونات والفصائل الطلابية ولكل التيارات السياسية المتواجدة بالجامعة لصياغة وتوقيع ميثاق شرف لنبذ العنف والإقصاء كمدخل أساسي لوحدة طلابية قوية ومناضلة.
كما نحمل كامل المسؤولية للنظام المخزني فيما آلت وما ستؤول إليه الأوضاع.
وسنحصن الحركة الثقافية الأمازيغية ومناضليها ومناضلاتها بكل الطرق التي نراها مناسبة.
عاشت الحركة الثقافية الأمازيغية صامدة ومناضلة