الصين تشيد بتبصر ومبادرات الملك محمد السادس لتنمية إفريقيا: اعتراف دولي بقيادة تصنع الاستقرار والازدهار

أخبار وطنية

بقلم : أحمد بومهرود باحث في الإعلام و الصناعة الثقافية

في عالم يتقلب على وقع الأزمات، ويشهد تحولات جيوسياسية عميقة، تبرز شخصيات قيادية قليلة قادرة على الجمع بين الحكمة والواقعية، بين الطموح الوطني والرؤية القارية، بين السيادة والانفتاح على الآخر. من بين هؤلاء القادة، يبرز جلالة الملك محمد السادس، ملك المملكة المغربية، كرمز للاستقرار والبناء والتنمية، ليس فقط في بلده، بل على امتداد القارة الإفريقية.
ليست الإشادة الدولية بجلالته جديدة، لكنها اليوم تحظى بثقل خاص، حين تأتي من قوة عالمية كبرى مثل جمهورية الصين الشعبية، التي أثنت عبر وزير خارجيتها، وانغ يي، على “القيادة المتبصرة” لصاحب الجلالة، مشيدة بـ”الاستقرار الذي ينعم به المغرب” وبـ”أوراش التنمية” التي يشهدها تحت قيادته. إنها شهادة لها ما بعدها، تُثبت بالملموس أن النموذج المغربي في الحكم والتنمية لم يعد يُنظر إليه فقط بعين الإعجاب من طرف شعوب إفريقيا، بل صار كذلك محل تقدير من القوى العالمية الكبرى.

  • المغرب.. واحة استقرار في محيط مضطرب

في محيط إقليمي تتسم فيه الأوضاع بعدم اليقين والتقلبات الأمنية والسياسية، يشكل المغرب تحت قيادة الملك محمد السادس استثناء إيجابيًا. فالمملكة استطاعت خلال العقود الأخيرة أن ترسخ نموذجًا في الحكم الرشيد، يجمع بين الحداثة والحفاظ على الهوية، وبين الإصلاحات السياسية والتنمية الاقتصادية والاجتماعية، في ظل استقرار سياسي لافت.
وتُدرك الصين، كدولة كبرى ذات وزن اقتصادي ودبلوماسي، أهمية هذا الاستقرار في شمال إفريقيا، ولذلك لا تتردد في تثمين الدور المحوري الذي يضطلع به المغرب في توازنات المنطقة. ولعل إشادتها بالمبادرات الملكية الرامية لازدهار القارة الإفريقية، تعكس قناعة بكين بأن المغرب هو بوابة تنموية حقيقية نحو إفريقيا، وقوة ناعمة ذات تأثير عابر للحدود.

  • ملك يحب إفريقيا.. ويبادله الأفارقة الحب

منذ توليه العرش سنة 1999، لم يدخر جلالة الملك جهدًا في تعزيز روابط المغرب مع عمقه الإفريقي. زياراته المتعددة لعشرات البلدان الإفريقية، والشراكات الاقتصادية التي رسخها، والمبادرات الاجتماعية والطبية والروحية التي أطلقها، تؤكد جميعها أن إفريقيا ليست مجرد “خيار دبلوماسي” بالنسبة للمغرب، بل هي انتماء واختيار استراتيجي.
هذا الحضور المتجذر للمغرب في إفريقيا، بقيادة جلالة الملك، لم يكن أحادي الاتجاه. فكما يُحب محمد السادس القارة وشعوبها، فإن الأفارقة – شعوبًا قبل القادة – يُكنّون لجلالته احترامًا خاصًا، ويعتبرونه “ملكًا إفريقيًا”، لأنه لم يعاملهم من موقع التفوق، بل من موقع الشراكة والتضامن.
المبادرات الملكية – كإحداث معاهد لتكوين الأئمة الأفارقة، وإطلاق مشاريع للبنية التحتية، وتقديم مساعدات إنسانية، وتشجيع الاستثمارات المشتركة – كلها تعكس سياسة متكاملة، تضع المواطن الإفريقي في صلب الأولويات، وتجعل من التعاون جنوب-جنوب خيارًا عمليًا وناجعًا.

  • الرؤية الملكية في المحافل الدولية

ولأن السياسة الخارجية المغربية باتت اليوم تُبنى على أساس التوازن والانفتاح، فإن زيارة وزير الخارجية ناصر بوريطة إلى بكين لم تكن مجرد لقاء دبلوماسي عابر، بل كانت مناسبة لتثبيت رؤية الملك محمد السادس على الساحة الدولية. المغرب، كما أعلن بوريطة، يدعم مبادرات الصين الكبرى، مثل مبادرة التنمية العالمية، ومبادرة الحضارة العالمية، بل ويختار الانضمام إلى المنظمة الدولية للوساطة التي أطلقتها بكين.
هذه الخطوات ليست فقط تعبيرًا عن استقلال القرار المغربي، بل هي أيضًا تعبير عن رغبة المملكة، بقيادة الملك، في الإسهام في إعادة تشكيل نظام عالمي أكثر توازناً، تكون فيه إفريقيا فاعلة لا مفعولًا بها.

  • ختامًا.. قائد في خدمة شعبه وقارته

الملك محمد السادس، ملك التنمية والأمن والاستقرار، لا يبني فقط مغربًا قويًا ومتقدمًا، بل يُسهم أيضًا في بناء إفريقيا جديدة، ويدافع عن نموذج تنموي بديل قائم على التضامن، والعدالة، والشراكة الحقيقية.
وإذا كانت الصين قد اختارت اليوم أن تُشيد بقيادته، فإن شعوب إفريقيا قد سبقتها إلى ذلك منذ زمن، حين رأت فيه قائدًا لا يَعِد فقط، بل يُنجز. ملكًا لا يتحدث باسم إفريقيا في المحافل الكبرى فقط، بل يعمل من أجلها على أرض الواقع.
إنه ملك يُحب إفريقيا، ويحبه الأفارقة.. شعوبًا قبل القادة.