في سنة 2014، تفاجئ عدد من الفلاحين بمختلف ربوع المملكة بظهور الحشرة القرمزية على نبات الصبار، لتجتاح بعد ذلك بفترة وجيزة آلاف الهكتارات من هذه الفاكهة، مسببة دمارها.
وتتميز هذه الحشرة بسرعة انتشارها عبر الحقول بفعل الرياح، إذ تقتات على نبات الصبار عبر امتصاص سوائله وأكل أطرافه، ما يؤدي إلى جفافه وموته.
وكبدت هذه الحشرة التي أبلغ عنها لأول مرة في سيدي بنور المزارعين خسائر مادية جسيمة، بعدما هجمت جحافيلها على عشرات الآلاف من الهكتارات، وأثرت سلبا على إنتاج فاكهة التين الشوكي التي انتقل سعرها من 50 سنتيما إلى 3 دراهم وأكثر.
خطة طوارئ
وضعت وزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات خطة طوارئ رئيسية لمكافحة الحشرة القرمزية سنة 2016، وذلك بعد تشخيص امتدادات انتشارها ورصد حجم الأضرار المترتبة عنها.
وارتكزت الخطة المذكورة على البحث العلمي، إذ تم انتقاء أصناف مقاومة لهذه الحشرة، بالموازاة مع إجراءات المعالجة الكيميائية واقتلاع ودفن نباتات الصبار المصابة بالكامل.
في هذا السياق، قام المعهد الوطني للبحث الزراعي والمكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية والمكتب الوطني للاستشارة الفلاحية، والمكاتب الجهوية للاستثمار الفلاحي والمديريات الجهوية للفلاحة، بتحديد ثمانية أصناف من الصبار مقاومة للحشرة القرمزية، تم تسجيلها في الكتالوج الرسمي للأنواع والأصناف النباتية بالمغرب.
وبعد هذه الخطوة، انطلقت عملية غرس هذه الأصناف وتعميمها على الفلاحين في فصل الربيع من سنة 2021 في إطار الفلاحة التضامنية، حيث أكد عدد من المزارعين أن النباتات المقاومة للحشرة القرمزية التي وزعتها عليهم وزارة الفلاحة أعطت نتائج جيدة.
وسجل هؤلاء أن نباتات الصبار المقاومة للحشرة العاتية هي الآن في طور النمو، إذ تحتاج إلى حوالي 3 سنوات تقريبا كي تثمر، فيما يعتمد مزارعون آخرون على نظام خاص للمعالجة، يعتمد على المبيدات التي رخصتها الوزارة الوصية، وهو الأمر الذي ساهم بشكل كبير في تطويق الحشرة القرمزية ومجال انتشارها.
إجراءات أخرى
اتخذت وزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات إجراءات أخرى من أجل مكافحة انتشار الحشرة القرمزية، من قبيل إشراك الفلاحين في برنامج المكافحة، بتأطير من المصالح المختصة للمكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية وباقي الشركاء.
وموازاة مع ذلك، نظمت الوزارة عدة حملات للتوعية والتحسيس لفائدة الساكنة والفلاحين والسلطات المحلية، مع توزيع منشورات حول الحشرة وكيفية معرفتها وسبل محاربتها والوقاية منها، فضلا عن تأطير وتزويد الجمعيات والتعاونيات الفاعلة في سلسلة الصبار بالمواد والمعدات اللازمة، كالمبيدات وآلات الرش والتقليم ومعدات الحماية الفردية.
وإلى جانب ذلك، تواصل الوزارة مراقبة ورصد البؤر الجديدة للحشرة القرمزية، وكذا قلع وردم نباتات الصبار الأكثر تضررا، وهو ما مكن من معالجة 60,000 هكتار من الصبار المصاب، مقابل قلع وإتلاف 10.000 هكتار من الصبار الموبوء.
التعاليق (0)
التعاليق مغلقة.