تشهد العديد من المناطق الفلاحية بالمملكة، خلال الأسابيع الأخيرة، انتشارا مقلقا لحشرة زيز الحصاد، المعروفة علميا باسم “السيكادا”.
وأثارت هذه الحشرة حالة من الاستنفار وسط الفلاحين والمهنيين بسبب الأضرار المتزايدة التي باتت تلحقها بالمحاصيل الزراعية، لاسيما الحبوب والخضر الموسمية.
وعبر عدد من الفلاحين، خاصة بإقليم بني ملال، عن مخاوفهم من أن يؤثر هذا الانتشار سلبا على مردودية الموسم الفلاحي في ظل التحديات البيئية والمناخية المتفاقمة.
وبحسب ما تم تداوله من مقاطع مصورة على وسائل التواصل الاجتماعي، إلى جانب شهادات الفلاحين المتضررين، فإن هذه الحشرة، التي تتكاثر بشكل جماعي في فترات معينة من السنة، تهاجم المزروعات من خلال امتصاص العصارة النباتية، مما يؤدي إلى ضعف بنية النبات، وتقليص الإنتاج كما ونوعا.
وإلى جانب ذلك، اشتكى ذات الفلاحين من الإزعاج الحاد الذي تسببه الحشرة نظرا لأصواتها المرتفعة وطبيعتها الهجومية الجماعية، مؤكدين أنها تتميز بمقاومة عالية، وهو ما يجعلها تحديا بيئيا كبيرا، خصوصا في غياب تدخلات وقائية سابقة.
ومن جهتهم، حذر خبراء زراعيون من أن استمرار تجاهل هذه الظاهرة من طرف الجهات الوصية قد يؤدي إلى تداعيات وخيمة، خاصة وأن موجات الحرارة المسجلة مؤخرا، والتغيرات المناخية المتسارعة، تشكل بيئة مثالية لتكاثر “السيكادا” وتوسع مجال انتشارها.
وأفاد هؤلاء بأن تراجع تساقطات الأمطار وندرة المياه يساهمان في إضعاف قدرة المزروعات على مقاومة هذه الآفة، ما يزيد من هشاشة القطاع الفلاحي في المناطق المعنية، التي تعتمد في الغالب على الزراعات التقليدية والمعيشية.
ويعلق ذات الخبراء وكذا الفاعلون في القطاع الفلاحي الآمال على وزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، من أجل سن إجراءات استعجالية لمواجهة انتشار حشرة زيز الحصاد، والحد من تأثيرها على الفلاحين الصغار والمتوسطين، لا سيما في المناطق ذات الهشاشة الفلاحية والمناخية.
التعاليق (0)