يبدو أن السلطات المختصة بمراقبة وسن التدابير المتعلقة بمنع تفشي فيروس كورونا المستجد تتجه نحو فرض إجراءات صارمة، قد تشمل الحجر الصحي بعد تسجيل إصابات بالمتحور “دلتا”.
ويأتي ذلك بعد ارتفاع أعداد المصابين بفيروس كورونا في عموم المملكة بينهم حاملون للمتحور الهندي، الأمر الذي أدى إلى ارتفاع عدد الحالات الحرجة، وكذا نسبة ملء المستشفيات.
وبالموازاة مع ذلك، ارتفعت أصوات مسؤولين بالحكومة وفي وزارة الصحة، محذرة من تسجيل انتكاسة وبائية تعيد المغرب إلى نقطة الصفر في حربه على الفيروس.
في هذا الصدد، حذر الدكتور مصطفى الناجي، مدير مختبر الفيروسات بجامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء، قائلا : “المغرب يسجل ارتفاعا في عدد الإصابات بالفيروس، هذا الوضع مقلق، واذا لم يتم تشديد الإجراءات فالأمر سيستمر في التصاعد خاصة في ظل وجود السلالات المتحورة ك”دلتا” التي تتميز بسرعة انتشارها”.
ولفت ذات الدكتور في حوار له مع القناة الثانية إلى أن : “الحديث عن العودة إلى حجر صحي وطنيا أو فقط في بعض المناطق هو أمر غير معلوم، لأن تطور الحالة الوبائية هو الذي يفرض نوعية القرارات التي يجب اتخاذها”.
ولكن في مقابل ذلك، أكد الناجي أنه “في حال استمر ارتفاع الحالات المصابة بالفيروس، فمن الطبيعي أن يتم تشديد الإجراءات الإحترازية، وكلما انخفض منحنى الإصابات خففت بدورها هذه الإجراءات”.
وكان رئيس الحكومة سعد الدين العثماني، قد أكد بدوره على أن الوضعية الوبائية تبعث على القلق وتستوجب المزيد من الحيطة والحذر، مشيرا إلى أن الوضع قد يدفع السلطات إلى فرض إجراءات مشددة، من المحتمل جدا أن يتم اتخاذها، في الأيام القليلة المقبلة.
وإلى جانب ذلك، تسرب القلق إلى أعضاء اللجنة العلمية، التي تبنى على توصياتها قرارات تشديد أو تخفيف القيود المتعلقة بالفيروس، حيث دق عدد من أعضائها من الخبراء في الشأن الصحي، ناقوس الخطر، داعين المغاربة إلى عدم التراخي وأخذ مخاطر انتشار الفيروس على محمل الجد.
يذكر أن وزارة الصحة، كانت قد أعلنت يوم أمس الخميس 29 يوليوز 2021، عن تسجيل 8995 إصابة جديدة بفيروس كورونا المستجد، و 2101 حالة شفاء، و 32 حالة وفاة جديدة، خلال الـ24 ساعة الماضية.
وأوضحت الوزارة، في النشرة اليومية لنتائج الرصد الوبائي (كوفيد-19)، أن الحصيلة الجديدة رفعت العدد الإجمالي لحالات الإصابة المؤكدة بالمملكة إلى 606871 حالة، ومجموع حالات الشفاء التام إلى 552983 حالة، بنسبة تعاف تبلغ 91,1 في المائة، بينما بلغ عدد الوفيات جراء الإصابة بالفيروس 9697 حالة وفاة، فيما استقرت نسبة الفتك في 1,6 بالمائة.