لطالما شكلت محاولات السطو الجزائري على الثرات المغربي مصدر قلق بالنسبة للكثير من المغاربة، لاسيما عندما يتعلق الأمر بالقفطان الذي نسبته الجزائر أكثر من مرة لولاياتها المختلفة.
ويأتي هذا في الوقت الذي تداول فيه عدد من النشطاء خلال الساعات الماضية صورة على مواقع التواصل الاجتماعي، ترتدي فيها سيدة قفطانا مغربيا قيل أن الجزائر ضمنته للملف الذي قدمته لدى منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) من أجل تسجيله كتراث جزائري.
وبشهادة عدد من المصممين والمحترفين، فإن صورة القفطان الذي حاولت الجزائر السطو عليه ونسبته إليها تعود للقفطان المغربي الفاسي المسمى “قفطان النطع”، وهو الأمر الذي استنفر وزارة الشباب والثقافة والتواصل.
وتفاعلا مع هذا الموضوع، أطلق مجموعة من النشطاء عبر منصات التواصل الاجتماعي، صباح اليوم الخميس، عريضة يدعون من خلالها المغاربة إلى التوقيع لوقف استخدام صورة “قفطان النطع الفاسي” ضمن الملف الجزائري للتراث لدى “اليونسكو”.
ومن جهتها، شرعت وزارة الشباب والثقافة والتواصل في سلك مجموعة من الإجراءات القانونية من أجل التصدي لمحاولة السطو هاته، مشيرة إلى أنها اتصلت، يوم أمس الأربعاء، بمندوبية المغرب لدى “اليونسكو” للتحرك بخصوص هذا الموضوع.
وحسب ما أوردته مصادر إعلامية متطابقة، فقد شدددت في ذات الاتصال على “ضرورة قيام المندوبية المعنية بالإجراءات الضرورية، لأنه لا يمكن أن يقدم القفطان المغربي على أساس أنه من تراث الدولة المجاورة”.
وأكدت المصادر نفسها أن الوزارة وضعت شكاية هي عبارة عن تعرض لدى لجنة التقييم في “اليونسكو”، مضيفة أن الوزارة ستسلك المساطر القانونية اللازمة بالتنسيق مع وزارة الخارجية المغربية ومندوبية المغرب لدى “اليونسكو” من أجل سحب صورة القفطان والوصف المكتوب تحتها.
وشددت المصادر سالفة الذكر على أن وزارة الشباب والثقافة والتواصل ستدافع بشدة عن القفطان المغربي لدى “اليونسكو”، مبرزة أن “الإجراءات التي تقوم بها في هذا الصدد معقولة، وهدفها الدفاع عن التراث المغربي”.