عبّرت الرابطة الوطنية لجمعيات أمهات وآباء وأولياء التلاميذ عن استنكارها الشديد لما وصفته بـ”الاستغلال الإعلامي غير الأخلاقي” لتصريحات بعض تلاميذ الباكالوريا، الذين ظهروا في مقاطع مصورة مباشرة بعد اجتياز الامتحان، معتبرة أن هذا السلوك يسيء لكرامة التلاميذ ويدفعهم إلى واجهة الإحراج والوصم المجتمعي.
وتوصلت أكادير 24 بنسخة من البيان الاستنكاري الصادر يوم 30 ماي 2025، حيث أوضحت الرابطة أن بعض المنابر الإعلامية ارتكبت “سلوكات لا تربوية”، تمثلت في التقاط تصريحات انفعالية وعفوية من تلاميذ في وضع نفسي دقيق، وتسويقها بصورة تهكمية هدفها التحقير والتنمّر وخلق سخرية جماعية.
وأكدت الرابطة أن مثل هذه التصرفات لا تسيء فقط للتلاميذ المعنيين، بل تمس في العمق كرامة التلميذ المغربي وتضعه في مرمى الضغط النفسي والاجتماعي، خاصة وأنه يوجد في مرحلة دقيقة من التحصيل الدراسي والحياة الشخصية.
وأشار البيان إلى أن تلاميذ الباكالوريا يعيشون أصلًا ظروفًا صعبة، نتيجة تأثيرات ما بعد جائحة كوفيد-19، والضغوط الاجتماعية والأسرية، وهو ما يتطلب حمايتهم بدل تسليط الأضواء عليهم بطرق غير مسؤولة.
واعتبرت الرابطة أن بعض المنابر الإعلامية مارست سلوكًا مخالفًا لميثاق أخلاقيات المهنة، عبر تحويل معاناة التلاميذ إلى مادة للسخرية الرقمية، في ظل غياب موافقة مسبقة من أوليائهم، ما يُعدّ مسًّا بخصوصيتهم.
كما أكدت أن:
- المحتوى المسوق يحمل تأثيرًا سلبيًا على التلميذ والأسرة والمنظومة التعليمية.
- تسويق العبارات المتداولة على أنها “طريفة” يُرسّخ التنمر، ويهدد الصحة النفسية للتلاميذ.
- غياب أي التزام بضوابط نشر صور القاصرين يمثل خرقًا قانونيًا وتربويًا.
- حماية كرامة التلميذ مسؤولية وطنية ومجتمعية تقع على الإعلام والأسرة والمدرسة.
ودعت الرابطة وزارة التربية الوطنية ووزارة الاتصال والهيئات المهنية إلى إصدار مذكرة تحمي التلاميذ من الممارسات المهينة، وتمنع استغلالهم إعلاميًا دون ترخيص قانوني صريح.
كما طالبت المجلس الوطني للصحافة بالتدخل العاجل لتقنين تغطية الامتحانات، وضمان احترام الكرامة والخصوصية، عبر تفعيل مدونة السلوك المهني.
وختمت الرابطة بيانها بتجديد دعوتها إلى التزام الإعلام المغربي بأخلاقيات التغطية الصحفية، حفاظًا على مصلحة التلميذ وضمانًا لتكافؤ الفرص، مع التأكيد على دعم التلاميذ في مرحلة حاسمة من مسارهم الدراسي.
التعاليق (0)