أعاد الصراع بين الكيان الإسرائيلي وإيران مخاوف ارتفاع جديد في الأسعار في المغرب، وذلك بسبب رفع أسعار النفط وما ينجم عن ذلك من تداعيات اقتصادية خاصة على الدول المستوردة.
وارتفعت أسعار النفط بنحو 7 في المئة منذ أن شنت إسرائيل هجوما عسكريا على إيران فجر الجمعة الماضي، حيث يرجع ذلك وفقا لبيانات صادرة عن منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك)، إلى إنتاج إيران حوالي 3,3 ملايين برميل من النفط يوميا، بينما تبلغ صادراتها من الخام والوقود نحو مليوني برميل.
مواطنون يتخوفون من ارتفاع الأسعار
عبر العديد من المواطنين في المغرب عن قلق متزايد من احتمال ارتفاع أسعار المواد الأساسية والخدمات، نتيجة تأثير الأزمة بين إسرائيل وإيران على أسعار النفط العالمية، وما يترتب عن ذلك من ارتفاع في تكاليف النقل والإنتاج.
وتزداد هذه المخاوف في ظل الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي تعيشها الكثير من الأسر، والتي لا تزال تتعافى من آثار موجات التضخم السابقة.
وفي الأسواق والأحياء الشعبية، أصبح الحديث عن الغلاء المحتمل حاضرا بقوة، حيث يرى المواطنون أن أي زيادة في أسعار المحروقات تترجم سريعا إلى ارتفاع في أسعار الخضر والفواكه والنقل…
وتعزز التجارب السابقة هذا التخوف، إذ أظهرت أن السوق المحلية تتفاعل بسرعة مع الصدمات الخارجية، غالبا على حساب المستهلك.
وفي غياب آليات دعم فعالة لحماية القدرة الشرائية، يعبر المواطنون عن خشيتهم من موجة تضخمية جديدة قد تؤدي إلى مزيد من التوتر الاجتماعي وتُثقل كاهل الفئات الهشة.
الآثار المحتملة على المغرب
يستورد المغرب حوالي 90% من احتياجاته الطاقية، مما يجعله عرضة لتقلبات أسعار النفط والغاز.
وفي عام 2022، سجلت واردات المغرب من البنزين والوقود الصناعي زيادة بنسبة 112%، مع قيمة بلغت 76.3 مليار درهم، مما يبرز تأثير تقلبات الأسعار على الاقتصاد الوطني.
وإلى جانب ذلك، يعتمد المغرب بشكل متزايد على الغاز الطبيعي المستورد من إسبانيا، خاصة بعد إغلاق خط أنابيب الغاز المغاربي-الأوروبي في 2021.
ويعرض هذا الاعتماد المغرب لمخاطر جيوسياسية، خاصة في ظل التوترات بين إيران وإسرائيل، حيث يرى محللون أن إمدادات الديزل هي الأكثر عرضة لشح الإمدادات من النفط والبنزين بسبب الصراع الدائر في الشرق الأوسط.
ويأتي هذا في الوقت الذي ارتفعت فيه أسعار العقود الآجلة للديزل في أميركا بنسبة 8% تقريبا، لتسجل أكبر مكاسب يومية منذ أبريل 2022.
التعاليق (0)