شنت إسرائيل منذ ساعات الصباح الأولى ليوم الإثنين 3 يوليوز الجاري هجوما عنيفا على مدينة جنين ومخيمها في الضفة الغربية المحتلة، وصف بأنه الأوسع منذ نحو 20 عاما.
وحسب ما أوردته وزارة الصحة الفلسطينية، فقد استشهد 10 فلسطينيين فيما أصيب أكثر من 50 آخرين، بينهم 10 في حالة خطرة، في العملية العسكرية التي قال جيش الاحتلال الإسرائيلي أنها تهدف لـ”مكافحة الإرهاب”.
هذا، وذكر شهود عيان أن مروحيات جيش الاحتلال أطلقت عددا كبيرا من الصواريخ على منازل ومبان داخل المخيم، بينما شرعت جرافات عسكرية ضخمة بأعمال تجريف وتدمير مداخل المخيم.
ومن جهتها، أفادت وسائل إعلام إسرائيلية بأن الجيش نفذ حتى الآن 15 غارة جوية على مناطق في جنين، واعتقل 20 فلسطينيا خلال عمليته الحالية في المخيم.
تنديد دولي واسع
أدانت كل من الأردن ومصر وقطر الهجوم الإسرائيلي على مدينة جنين ومخيمها في الضفة الغربية المحتلة.
في هذا السياق، نددت وزارة الخارجية الأردنية بـ”التصعيد الإسرائيلي المتواصل في الأراضي الفلسطينية المحتلة”، محذرة من “استمرار دوامة العنف”، كما دعت المجتمع الدولي إلى “التحرك الفوري لوقف الاعتداءات الإسرائيلية على الأراضي الفلسطينية”.
ومن جهتها، شجبت وزارة الخارجية القطرية بأشد العبارات “تكرار عدوان الاحتلال الإسرائيلي على مدينة جنين ومخيمها، والذي أدى إلى سقوط شهداء وجرحى”، واعتبرته “حلقة جديدة في سلسلة اعتداءات الاحتلال المستمرة وجرائمه المروعة بحق الشعب الفلسطيني الأعزل”.
وبدورها، أدانت وزارة الخارجية المصرية الاعتداء الإسرائيلي على جنين، مشددة على أنها “ترفض بشدة الاقتحامات الإسرائيلية المتكررة لمدن فلسطينية، والتي تسفر عن وقوع ضحايا أبرياء”، وفيها “انتهاك سافر لأحكام القانون الدولي والشرعية الدولية”.
اجتماع طارئ للجامعة العربية
أعلنت الجامعة العربية أنها ستعقد غدا الثلاثاء اجتماعا طارئا على مستوى المندوبين لمناقشة الهجوم الإسرائيلي المتواصل على مدينة جنين ومخيمها.
ويأتي هذا الاجتماع بناء على طلب دولة فلسطين، حسب ما أكده مندوبها الدائم لدى الجامعة العربية، السفير مهند العكلوك، والذي صرح بأن الاجتماع “سيبحث سبل مواجهة العدوان الإسرائيلي المتصاعد على الشعب الفلسطيني، بما في ذلك العدوان المستمر منذ فجر اليوم على مدينة جنين ومخيمها”.
وأوضح العكلوك أن “الاجتماع العاجل الذي سيعقد بتنسيق مع الأشقاء في جمهورية مصر العربية والمملكة الأردنية الهاشمية سيبحث سبل التحرك الفعال على المستوى العربي والدولي، لوقف هذا العدوان الإسرائيلي ومساءلة مرتكبيه وطلب توفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني”.
مطالب بتدخل دولي
طالبت وزارة الخارجية الفلسطينية بتحرك دولي عاجل لوقف عدوان قوات الاحتلال الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني، محملة “الحكومة الإسرائيلية المسؤولية الكاملة والمباشرة عن تداعياته وما يسفر عنه من جرائم ضد المواطنين المدنيين العزل وممتلكاتهم”.
وأوضحت الخارجية في بيان لها أن “هذا العدوان يندرج في إطار سياسة إسرائيلية رسمية لتكريس منطق القوة العسكرية في التعامل مع شعبنا الأعزل وقضيته العادلة بديلا عن الحلول السياسية للصراع”.
ودعت الوزارة الجنائية الدولية إلى الخروج عن صمتها والبدء بمحاسبة مجرمي الحرب الإسرائيليين، مشددة على أن “الأمن والاستقرار لن يتحققا في المنطقة ما لم يشعر بهما الشعب الفلسطيني”.