ألقت موجة الجفاف المتواصلة بظلالها على حصيلة موسم القنص بالمغرب، حيث كشفت الوكالة الوطنية للمياه والغابات عن معطيات أولية تؤكد أن الموسم الحالي شهد “انخفاضا طفيفا في معدل قنص طائر الحجل، الذي بلغ 1,43 حجلا لكل قناص في كل يوم، مقارنة بـ1,68 خلال الموسم السابق
وأوضحت الوكالة، في معطيات رسمية، أن هذا التراجع “يعكس التأثير المستمر للجفاف على الموائل الطبيعية للحجل”، لافتة إلى أن “المعدلات تختلف من جهة إلى أخرى”، وهو ما يعكس تفاوت الظروف البيئية بين مختلف المناطق.
ورغم الصعوبات المناخية، أكدت الوكالة أن “الجفاف المستمر كان من أبرز التحديات التي واجهها الموسم، إذ أثرت ندرة المياه والموارد الغذائية بشكل مباشر على وفرة الطرائد”، مشيرة إلى أن “الشركات المستغلة لحقوق القنص قامت بدور محوري في دعم هذه الطرائد، وذلك من خلال توفير مياه إضافية وبرامج إطلاق الحجل المربى في البيئات الطبيعية”.
وفي الجانب الأمني، سجل الموسم 9 حوادث مؤسفة منذ انطلاقه، أغلبها ناتج عن عدم الالتزام بقواعد السلامة خلال استعمال أسلحة القنص وقت القنص أو خارجه، بحسب المعطيات الرسمية ذاتها.
أما بخصوص المخالفات، فقد وثقت مصالح المراقبة 170 مخالفة، تم تحرير 115 محضرا رسميا بشأنها، وذلك مع اختتام موسم قنص الحجل والأرانب في 5 يناير 2025، وهو الموعد الذي يمثل بداية فترة تكاثر هذه الطرائد.
وتنوعت هذه المخالفات بين “استخدام وسائل وأدوات ممنوعة خلال القنص، ما يؤثر بشكل سلبي على البيئة والأنواع المستهدفة، إضافة إلى صيد وحيازة أو الاتجار بأنواع محمية تعتبر رمزا للطبيعة المغربية، كالغزلان وطائر الحسون، فضلا القنص في المناطق المحمية أو المحظورة، ثم ممارسة القنص الليلي الذي يمثل خطورة على الإنسان”.
هذا، ودعت الوكالة الوطنية للمياه والغابات “جميع القناصة إلى التقيد الصارم بإجراءات الأمان واتخاذ الاحتياطات اللازمة لضمان سلامتهم وسلامة من حولهم، خاصة أثناء تنظيم إحاشات الخنزير البري التي تتطلب استخدام ذخائر أكثر خطورة”.
ويبدو أن استمرار الجفاف في السنوات الأخيرة لا يهدد فقط التنوع البيولوجي للمغرب، بل يلقي أيضا بظلاله على قطاع القنص الذي يشكل جزءا من التراث الطبيعي والاقتصادي الوطني، مما يجعل من ترشيد استغلال الموارد الطبيعية أولوية لضمان استدامة هذه الأنشطة في المستقبل.


التعاليق (0)