تُظهر آخر التقارير الدولية المتعلقة بتصنيف الجامعات تراجعاً ملحوظاً للمؤسسات التعليمية المغربية، سواءً العمومية أو الخاصة، حيث تحتل مراتب متأخرة جداً.
فوفقاً لتصنيف “التايمز” للتعليم العالي 2024، وتصنيف جامعة “شنغهاي” 2023، وتصنيف شركة “كواكواريلي سيموندس” 2024، لم تتمكن أي جامعة مغربية من حجز مكان لها ضمن أفضل 1000 جامعة في العالم.
ويُعزى هذا التراجع أساساً إلى ضعف البيئة البحثية في الجامعات المغربية، وافتقارها إلى الهياكل اللازمة لدعم البحث العلمي، وهو ما يُعتبر شرطاً أساسياً لتحسين التصنيف الدولي.
وفي ظل هذا الوضع، يُؤكد خبراء في مجال التعليم العالي أن الجامعات المغربية تفتقر إلى استراتيجية واضحة لتحسين موقعها الدولي.
وتعود أسباب ذلك إلى الإهمال وعدم الاكتراث من قبل الجهات المسؤولة، أو الجهل بمعايير التصنيف الدولي ومؤشراته، بالإضافة إلى ضعف ثقافة النشر لدى الباحثين المغاربة في الدوريات العلمية العالمية، والتي تُنشر غالباً باللغة الإنجليزية.
وتتطلب معالجة هذا التراجع جهوداً حثيثة من قبل جميع المعنيين، بدءاً من وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، وصولاً إلى الجامعات والباحثين.
ومن أهم الخطوات الواجب اتخاذها، تعزيز الاستثمار في البحث العلمي من خلال توفير الإمكانيات المادية والبشرية اللازمة،إعادة هيكلة البنية التحتية للجامعات بما يتناسب مع متطلبات البحث العلمي، تثقيف الباحثين المغاربة بأهمية النشر في الدوريات العلمية العالمية ،دعم استخدام اللغة الإنجليزية في البحث العلمي ووضع استراتيجية وطنية لتحسين تصنيف الجامعات المغربية على الصعيد الدولي.
إنّ تحسين موقع الجامعات المغربية في التصنيفات الدولية سيُساهم بشكل كبير في تعزيز سمعتها الدولية، وجذب الطلاب والباحثين من مختلف أنحاء العالم، ما سيُثري المنظومة التعليمية والعلمية في المغرب بشكل عام.