حذر تقرير أهداف التنمية المستدامة لعام 2022، الذي أصدرته الأمم المتحدة مؤخرا، من التداعيات الخطيرة لوباء كوفيد-19، والتي يمكن أن تعرض أهداف التنمية المستدامة السبعة عشر للخطر.
وسلط هذا التقرير الضوء على خطورة وحجم التحديات التي يواجهها العالم اليوم، والتي تأتي في مقدمتها جائحة كورونا والأزمة المناخية وكذا النزاعات المتزايدة حول العالم.
ووفقًا لأحدث البيانات المقدمة في التقرير، فإن وباء كوفيد-19 قد عاث فساداً في الجهود التي بذلت لتحقيق جميع أهداف التنمية المستدامة، ولا تزال آثاره أبعد ما يكون من الانتهاء.
ولفت التقرير إلى أن أرقام الوفيات المتزايدة عبر العالم، والتي تُعزى بشكل مباشر وغير مباشر إلى وباء كوفيد-19، بلغت 15 مليون بنهاية عام 2021.
وأشار التقرير إلى أن الوباء الذي ضرب العالم منذ أواخر 2019 تسبب في ضياع التقدم الذي أُحرز خلال أكثر من أربع سنوات في التخفيف من حدة الفقر، وارتفع عدد الأشخاص الذين يعيشون في فقر مدقع عبر العالم إلى نحو 93 مليون شخص في عام 2020.
وإلى جانب ذلك، قدر التقرير الأممي أن نحو 147 مليون طفل لم يتمكنوا من حضور أكثر من نصف الدروس التي تقدم وجها لوجه خلال العامين الماضيين، كما عطّل الوباء بشدة تقديم الخدمات الصحية الأساسية، وعرقل التقدم الذي تم إحرازه بشق الأنفس في تحقيق الهدف الثالث من أهداف التنمية المستدامة.
ولا يقف الأمر عند هذا الحد، فقد كشف التقرير أن العنف ضد المرأة تفاقم بسبب الوباء، كما أن معدلات البطالة في صفوف الشباب ارتفعت بشكل كبير، فضلا عن ضعف النمو الاقتصادي في العديد من البلدان وارتفاع التضخم.
وتفاعلا مع هذا الموضوع، كشف المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم غيبرييسوس، أن وباء كوفيد-19 “لم يقترب حتى من نهايته”.
وقال غيبرييسوس في مؤتمر صحافي أن “موجات جديدة من الفيروس تظهر مجددا أن كوفيد-19 لم يقترب من نهايته”، مشيرا إلى أنه “بينما يضغط الفيروس علينا، يتعين أن نتصدى له”.
ولفت ذات المتحدث إلى تسجيل زيادة ملحوظة في عدد الإصابات بعدوى الفيروس التاجي المستجد في العديد من الدول، خلال الأسابيع الماضية، داعيا إلى اتخاذ المزيد من الإجراءات لمواجهة الوباء.