اكتشاف احتياطي ضخم من القصدير يعزز مكانة المغرب في سوق المعادن

IMG 8895 الاقتصاد والمال

تم الإعلان مؤخرا عن اكتشاف احتياطي ضخم ومؤكد من مادة القصدير الخام، يتجاوز 39 مليون طن، وذلك على مستوى منجم “أشماش” الواقع بالقرب من مدينة مكناس.

ومن المرتقب أن يحدث هذا الاكتشاف نقلة نوعية في قطاع التعدين الوطني في سياق الاهتمام الدولي المتزايد بالمعادن النادرة التي تستخدم في تقنيات المستقبل، كما أنه يمثل خطوة بارزة نحو تعزيز موقع المغرب في سوق المعادن الاستراتيجي.

ويكتسي القصدير قيمة صناعية كبيرة، إذ يستخدم بشكل أساسي في الصناعات الإلكترونية والميكانيكية، بالإضافة إلى دخوله في الصناعات الغذائية، وصناعة السبائك عالية الأداء مثل البرونز، فضلا عن دوره في عمليات تصنيع الزجاج المسطح.

ورغم الأهمية الجيولوجية الكبيرة لهذا الاكتشاف، إلا أن عوائده الاقتصادية رهينة بجملة من الشروط، من ضمنها الاستثمار في البنية التحتية المعدنية، وتطوير القدرات المحلية، وتأهيل الموارد البشرية، وتبني سياسات عمومية تشجع على الابتكار الصناعي والتحويل المحلي للمواد الخام.

تقنيات متقدمة في التنقيب

اعتمدت الشركة الأسترالية Atlantic Tin تقنيات متقدمة في التنقيب عن معدن القصدير في منجم “أشماش”، شملت المسح الجيوكيميائي والحفر الماسي، ما أتاح توسعة نطاق الحفر إلى مناطق جديدة، حيث تم تنفيذ 18 عملية حفر عميق كشفت عن امتدادات واعدة للترسبات المعدنية.

ويعتمد نموذج الاستغلال الذي تتبناه الشركة على استخراج تحت أرضي باستخدام تقنية “الفودروياج الميكانيكي”، وهي طريقة فعالة من حيث التحكم في انهيار الصخور، وتقليل الكلفة التشغيلية، مع تحسين معدلات استخلاص الخام.

وتندرج هذه المقاربة ضمن رؤية طويلة المدى لتهيئة المنجم ذي الجدوى الاقتصادية والبيئية المستدامة.

فرصة لتعزيز استقلالية المغرب المعدنية

يمثل منجم “أشماش” فرصة حقيقية لتعزيز استقلالية المغرب المعدنية، ورافعة محتملة لتنمية اقتصادية قائمة على القيمة المضافة في قطاع الصناعات الاستخراجية والتقنيات المتقدمة، لجذب المزيد من الاستثمارات الأجنبية في قطاع المعادن.

في هذا السياق، صرح الرئيس التنفيذي للشركة الأسترالية Atlantic Tin سيمون ميلروي، بأن اكتشاف الاحتياطي الضخم من القصدير قرب مكناس يتزامن مع ظرفية عالمية تتسم بارتفاع حاد في الطلب على المعادن الحرجة، وفي مقدمتها القصدير، مدفوعا بتوسع أسواق الإلكترونيات الدقيقة، والسيارات الكهربائية، وأنظمة الطاقة الذكية.

وأوضح سيمون أن هذا الاكتشاف يضع المغرب أمام فرصة حقيقية للتموقع كفاعل رئيسي في هذا المجال الحيوي، خصوصا في ظل التحولات الجيوسياسية وسعي القوى الصناعية إلى تنويع مصادر توريدها.

وأبرز ذات المتحدث أن الرفع من حجم الموارد يرسخ القاعدة الجيولوجية والمالية لدراسة الجدوى الموحدة الخاصة بموقع “أشماش”، مشيرا إلى أن تقديرا محدثا للاحتياطيات القابلة للاستغلال سيتم نشره فور الانتهاء من النمذجة الجيولوجية والدراسات الهندسية التفصيلية.

التعاليق (0)

اترك تعليقاً