تتواصل معاناة فلاحي حوض الكردان بإقليم تارودانت، وذلك على خلفية توقف تزويد ضيعاتهم بمياه السقي انطلاقا من سد “أولوز” للشهر السادس على التوالي.
وفي لقاء جمع رئيس الغرفة الفلاحية لجهة سوس ماسة وثلة من أعضاء مكتب جمعية المستقبل لمستخدمي المياه للأغراض الزراعية بوالي جهة سوس ماسة، عامل عمالة أكادير إداوتنان،
نقل هولاء الفلاحون معاناتهم، التي أدت إلى تخليهم عن نحو 1200 هكتار من الضيعات، في حين يكابد ما تبقى منها الجفاف جراء توقف سد “أولوز” عن تزويد منتجي الغلال الفلاحية بمياه السقي.
هذا، وطالب ممثلو الفلاحين المهنيين والي جهة سوس ماسة، باعتباره رئيس اللجنة الجهوية للماء، بالتدخل بغية الإسراع بإنجاز محطة تحلية مياه البحر الموجهة لري سهل سوس، بهدف ضمان استمرارية الدينامية الإنتاجية والتخفيف من حدة تراجع الموارد المائية الاعتيادية.
ومن جهته، التمس رئيس الغرفة الفلاحية لجهة سوس ماسة التعجيل بإمكانية تزويد المدار بمياه السقي ولو لمدة أسبوع أو أسبوعين للمساهمة في إنقاذ ما يمكن إنقاذه من الإنتاج، وبالتالي الحفاظ على الاستثمارات والعدد الكبير من فرص الشغل سواء في الإنتاج أو التلفيف.
وتجدر الإشارة إلى أن الملك محمد السادس كان قد أشرف في أكتوبر سنة 2009 على تدشين مشروع إنقاذ الحوامض بحوض الكردان، في إقليم تارودانت، حيث يروم هذا المشروع الذي تم إنجازه باستثمارات بلغت 987 مليون درهم، تمكين 600 ضيعة فلاحية (370 فلاحا) من الوصول إلى الموارد المائية بفضل آليات وتجهيزات الري الموضعي.
وجرى تمويل مشروع إنقاذ الحوامض بحوض الكردان في إطار شراكة بين صندوق الحسن الثاني للتنمية الاقتصادية والاجتماعية، وشركة “أمان سوس” التي حصلت على التدبير المفوض للمشروع، إلى جانب مساهمة الفلاحين المستفيدين.
ويستهدف هذا المشروع ري 10 آلاف هكتار عبر نقل نحو 45 مليون متر مكعب من المياه سنويا انطلاقا من المركب المائي لسدي “أولوز” و”المختار السوسي”، وهو ما سيمكن من تزويد كل هكتار ب 4000 متر مكعب من المياه طيلة الموسم الفلاحي.
وإلى جانب ذلك، تضمن المشروع إنجاز مآخذ للماء على سد “أولوز” ومد قناة رئيسية وتشييد منشآت مائية على طول 90 كلم ، وكذا إنجاز شبكة لتوزيع مياه الري على طول إجمالي يصل إلى 300 كلم، فضلا عن إنجاز 600 مأخذ للماء داخل الدائرة السقوية الكردان.