ربما أن المطالبة بالإنصاف والفصح عن الواقع الحقيقي يقابله البعض من ذوي المصالح والمنافع الجشعة من أصحاب النفوس المريضة والبطون الجائعة بالتعتيم والتكبيل وزرع الفتن وإذكاء الدسائس بين الإخوة، طريقة لو اعتبر فاعلوها من التاريخ، لتأكدوا يقينا فشلها، إذ أنها لم تنجح للمستعمر في التفرقة بين الأمازيغ والعرب في خضم الاستعمار البائد، فما بالك أن تنجح اليوم في عز الاستقلال بين السوسيين في ما بينهم,
مرد هذا الكلام، ما يشهده حزب الاستقلال بسوس العالمة هذه الآونة من فورة غضب واستنكار قوية لمحاولة بعض القيادات المركزية الاستقلالية إذكاء نعرة التفرقة والدفع نحو تشتيت وحدة صف البيت الاستقلالي بجهة سوس ماسة المناضلة، وذلك في محاولة بئيسة لإسكات صوت المنسق الجهوي للحزب السيد عبد الصمد قيوح وإخضاعه لمقرارات ومخططات الجهات المستفيدة من الغنيمة الحزبية القائمة.
مطلب عبد الصمد قيوح الذي يراه كل السوسين وغيرهم موضوعيا وواقعيا، والداعي إلى إنصاف جهة سوس ماسة وتبويئها المكانة التي تستحقها داخل رداهات ومجالس حزب الاستقلال، وذلك عبر إعطاء كل جهة من المغرب تمثيلية داخل المجلس الوطني تتناسب والنتائج التي حصل عليها الحزب سواء خلال الانتخابات الجماعية أو التشريعية الماضية، وليس حسب عدد المنخرطين الذي يبقى معيارا فاقدا للمصداقية والنزاهة أمام عدد الأصوات والمقاعد المحصل عليها فعليا، (المطلب) قوبل بنوع من الاستخفاف والمراوغة والطمس من لدن الجهات المسيرة للحزب والمستفيدة من الوضعية القائمة، إلا أن إصرار وإلحاح المنسق الجهوي السوسي على مطلبه العادل، وصل به الى حد الدخول في صراعات واصطدامات بلغت درجة الاشتباك بالأيدي والملاسنات في آخر اجتماع للمكتب التنفيذي للحزب، بينه وبين حميد شباط وزبانيته الراغبين في إبقاء الوضع الحالي على ما هو عليه طمعا في الاستحواذ على ولاية ثانية هم متيقنين تمام اليقين أنهم غير جديرين بها، مما حدا بهم وحسب ما سولت لهم به أنفسهم الفاسدة إلى الدفع والحث نحو إشعال فتيل فتنة داخلية وسط البيت الاستقلالي بجهة سوس ماسة في محاولة إلى إسكات صوت عبد الصمد قيوح الذي أضحى يزعج ترتيباتهم ويربك مخططاتهم وإخضاعه.
هذه المحاولات البئيسة، على عكس توقعات مخططيها، جاءت بنتيجة عكسية، فالضربة التي أريد بها كسر ظهر قيوح زادت من قوته، وذلك بعدما فطن السوسيون إلى المكيدة وأيقنوا أن مصلحتهم التامة تكمن في مساندة ودعم منسقهم الجهوي، والاصطفاف والتوحد في مواجهة الهيمنة والتحكم الحزبي، حتى تنال سوس ماسة مكانتها المستحقة والتمثيلية المناسبة، وان الوقت حان للقطع مع سنوات كانت فيه المناطق الجنوبية برمتها مجرد درج يتسلقه الآخرون لبلوغ مقاصدهم وتحقيق غاياتهم. هذا التضامن والاصطفاف يظهر جليا من مضامين البيان الأخير لشبيبة سوس الاستقلالية والذي أكدت كما جاء فيه “ثقتهم الكاملة في حسن تدبير الأخ عبد الصمد قيوح لشؤون الحزب جهويا، واعتباره مناضلا أمينا يدافع عن مطالب المناضلين الاستقلاليين بالجهة مبلغا الأمانة التي حملها إياه مناضلو الحزب بالجهة”، هذا البيان ستليه بلا ريب بيانات مشابهة لمختلف التنظيمات الاستقلالية الجهوية الأخرى المؤكدة على ضرورة تبويئ الجهة المكانة اللائقة والتمثيلية المستحقة، بل وأكثر من هذا هناك تيار سوسي أضحى يطالب بأمين عام سوسي على رأس حزب الاستقلال، على غرار الاتحاد الدستوري والأحرار، فهل تتحقق المطالب العادلة يا سادة يا حضار؟؟؟؟
محمد ضباش
المقالات ذات الصلة
اترك تعليقاً